مقالات الرأي

ما أصعب الكلام

بقلم: محمد أحمد بالفخر

شكراً على التأبينِ والإطراءِ

يا معشرَ الخطباء والشعراءِ

شكراً على ما ضاعَ من أوقاتكم

في غمرةِ التدبيج والإنشاءِ

وعلى مدادٍ كان يكفي بعضُه

أن يُغرِقَ الظلماءَ بالظلماءِ

تلك الأبيات من مقدمة قصيدة شاعر الحرية المبدع الرائع احمد مطر أحببت أن أبدأ بها مقالي لهذا الأسبوع واستعرت من عنوان قصيدته عنوانا لمقالي وهو رسالة واضحة في حد ذاته،

وسبب المقال والعنوان أنه قد وصلتني عدٌد من الرسائل من اخوة كرامٍ أعزاء أتشرف بمتابعتهم لكتاباتي المتواضعة، ومن حُسن ظنهم بي كتبوا اليّ وكل كتاباتهم تحمل عتاباً وهو عتاب مُحِب دون أدنى شك،

ويتمحور الكلام حول نقطة واحدة أنّ موضوع حقوق حضرموت وتقرير مصيرها حديث كل الناس ويقولون لماذا لا تكتب أنت في هذا الموضوع وخاصة أن لك متابعين وقراء يسترشدون بكتاباتك،

وقال أخي المناضل أبو نايف (اترك المكابرة يا بالفخر وانضم الى أهلك الحضارم في كتاباتك)

وأرسل لي الفاضل أبو بكر بسؤال استنكاري باللهجة الحضرمية (كنّ الهضبة غائبة عنكم أخي محمد)

وأما الدكتور الحبيب سعيد فقد قال (استاذنا الكبير … حضرموت تمر بمرحلة حاسمة ولم نرى لكم رأياً بخصوص الحكم الذاتي.. مودتي)

وأما الأستاذ الدكتور احمد فقد أرسل لي تعقيباً على مقال الأسبوع الماضي الذي خصصته للحديث عن الفقيد سالم طاهر لرضي رحمه الله، فأسبغ عليّ بعض الكلمات والعبارات الجميلة النابعة من صميم قلبه والمعبرة عن نبل اخلاقه فقال:

(أيش ذا يا عم محمد؟!

قلمك مميز وخيالك خصب وثقافتك واسعة ما شاء الله. لكني أراك تهرب به نحو قضايا لا أقول عنها غير هامة ولكنها أقل أهمية.

تتحدث عن غياب ابتسامة سالم لرضي وتتجاهل غياب ابتسامة خمسة وثلاثون مليون يمني.

تتحدث عن بعض أعراض العلل وتتناسى الأسباب الجوهرية.

لم يبقى في العمر كثير، ولا يوجد هناك ما يدعو أن نقلق عليه أو أن نخسره أكثر مما خسرنا،

فالسكوت على الباطل باطل، وعلينا أن نحرص أن لا نكون من أهل الدرك الأسفل،

نأمل أن يشرح لنا قلمك جرائم الخيانات العظمى شمالاً وجنوباً)

أكتفي بهذه الرسائل التي وصلتني من اخوة أكارم أحبهم وأقدرهم،

وخلاصة الرد أقول لهم جميعاً أنني كنت مع حضرموت خاصة والوطن عموماً منذ عقود مضت قولٌ وفعلٌ. فالقول كان في مناسبات عامة وندوات ومؤتمرات وأمام مسؤولين وكتبت آلاف الكلمات في مقالات لو جمّعت بين دفتي كتب فقد تكون المحصّلة بما لا يقل عن خمسة كتب وقد كانت كتاباتي سبقت بها غيري من الطارئين ولو كنت أبغي بها مغنماً لسبقت من خلالها المتسلقين وما أكثرهم، وقد كانت كلماتي بمثابة رصاص حارق أرعب الكثير ممن في قلوبهم مرض وكانت شموعاً مضيئة يستنير بها الباحثين عن الحقيقة، وأما الفعل ولله الحمد لا أزكي نفسي على الله واسأله القبول وغفران الذنوب فقد يسر الله لي أني كنت في الميدان من خلال أعمال كنت انفذها ضمن مهام وظيفتي العملية فكنت انطلق من هذا الوادي الى ذاك ومن تلك القرية في الصحراء الى قرية في قمة جبل شاهق، في طرق صعبة ووعرة وبمواصلات يستحيل ان يستخدمها أو يركبها مجاميع ناشطي العمل الخيري المودرن الجدد روّاد الفنادق ذات الخمسة نجوم وكان بالإمكان أن أكون ضيفاً عند هذا المسؤول أو ذاك وأن استغل هذا الجهد والنشاط لتحقيق مكاسب شخصية وما أسهلها في ذلك الزمن وقد عُرِضَت عليّ فرفضتها بإباءٍ وشموخ و لامجال لذكرها هنا، فكنا نقدم مشروعا هنا ومشروعا هناك ومساعدة لهذه الاسرة او هذا اليتيم وذاك الطالب أو ذاك المريض،

حتى تم الاستهداف الممنهج الذي أخرجني تماماً عن المسار فأخرجه رب العالمين من الحياة،

وأما واقعنا المؤلم أحبتي الأكارم فمازالت الضبابية تحيط بنا من كل الاتجاهات وفتنٌ كقطعِ الليل المظلم تصيب بالحيرة، وبالتالي سأستعير أبيات احمد مطر مرة أخرى لأقول لن أكون:

مِمّن يرصّونَ الصُّكوكَ بزحفهم

ويناضلونَ برايةٍ بيضاءِ

ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم

ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ

ويخلِّفون هزيمةً لم يعترفْ

أحدٌ بها من كثرة الآباءِ

أرجوا أن تكون رسالتي واضحة لكم ولغيركم ممن يقرأها وقد نعود للحديث مجدداً ان يسر الله ذلك،

ولكم خالص المودة والتقدير.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish