مقالات الرأي

جوهر المعضلة وجذر الكارثة..

بقلم: عمر باسلوم السيباني

إن من ينادون بالحكم الذاتي مابين أوهام الخيال والواقع السياسي الدولي والإقليمي والمحلي، نالوا كل شيء، وتجاوزوا حتى سقف أحلامهم، ومع ذلك لم يقدموا شيئًا لمن كان سببًا في حصولهم على كل شيء!

وهنا، لا نتحدث بلغة العاطفة، بل بشيء من الصدق والمكاشفة مع الرأي العام الحضرمي، الذي أنهكته الشعارات الكاذبة ، ودوّخته هستيريا الأوهام منذ أن خرج هؤلاء القوم على المشهد.

ولمن يطالبون اليوم بالحكم الذاتي لحضرموت، نقول:
الحكم الذاتي لم يُمنح حتى لدول أثبتت جدارتها وقدّمت نماذج ناجحة في كافة المجالات: من الخدمات والتنمية، إلى السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن.. فكيف تطالب حضرموت، وهي – للأسف – الحلقة الأضعف في مشهد معقد ومتشظي على كل المستويات؟

حضرموت اليوم تعاني من انقسام سياسي واجتماعي وقبلي، وتداخلات محلية وإقليمية ودولية، وفوضى تعكر صفو أي استحقاق قد يُطرح تحت لافتة “الحكم الذاتي”.

ثم، من يعتقد أن التحالف العربي سيقبل بمثل هذا الطلب ببساطة، فهو يتجاهل الواقع الجيوسياسي. لأن القبول بمطلب كهذا يعني فتح مواجهة مباشرة – سياسية وربما عسكرية – مع الأطراف اليمنية الأخرى، ما يضع التحالف والمجتمع الدولي في مأزق لا طائل منه.

أما الشرعية، فلو وافقت على ذلك، تكون قد فتحت على نفسها جبهة صراع مع شركاءها الآخرين وباقي المكونات… وكل الأطراف تعرف أن الحضارم مظلومون، وأنهم يستحقون تعويضًا تاريخيًا يليق بتضحياتهم، لكن طريق “الحكم الذاتي” ليس مفروشًا بالنوايا الطيبة وحدها، بل محفوف بعقبات الواقع المعقد.

خاطبوا الناس بما يُعقل، وقدّموا مشروعًا واقعيًا مبنيًا على وحدة الكلمة وتماسك الصف، لا على الأحلام المنفصلة عن الواقع.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish