الذكاء الاصطناعيتقارير وتحقيقات

الذكاء الاصطناعي يدخل قاعات الامتحانات في اليمن: وسيلة للغش بدلاً من التعلم

إعداد: رامي الذماري

في سابقة هي الأولى من نوعها في اليمن، كشفت مصادر تربوية مطلعة عن استخدام طلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل قاعات الامتحانات الوزارية، بهدف تسهيل عمليات الغش. الظاهرة الجديدة أثارت موجة من القلق في الأوساط التعليمية، وطرحت علامات استفهام كبيرة حول مستقبل العملية التعليمية في بلد تعصف به الصراعات ويعاني من تدهور ممنهج لبنيته التحتية.

بيئة تعليمية منهارة تفتح أبواب التحايل

تؤكد المصادر أن العملية التعليمية في تلك المناطق تشهد انهياراً واسعاً، أبرز تجلياته غياب المعلمين عن المدارس بسبب انقطاع الرواتب لفترات طويلة، وانعدام الرقابة الفعلية داخل قاعات الامتحانات. هذا الغياب خلق فراغاً تربوياً استغله الطلاب، خصوصاً في المرحلتين الأساسية والثانوية، حيث استعانوا بتطبيقات ذكاء اصطناعي مثبتة على هواتفهم الذكية للحصول على إجابات فورية خلال الامتحانات.

غياب الرقابة الرسمية

المثير للدهشة – بحسب المصادر – أن هذه الممارسات لا تتم سراً، بل بعلم بعض لجان المراقبة الامتحانية، والتي تبرر تقاعسها بعدم توفر كوادر كافية للإشراف نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. غياب الرقابة وارتخاء الإجراءات الرقابية ساهم في تفشي هذه الظاهرة بشكل لافت، ليشكل ذلك تهديداً جديداً لمنظومة التعليم المتهالكة أصلاً.

تكنولوجيا التعليم في الاتجاه الخاطئ

في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم وتعزيز مهارات الطلبة، يشهد اليمن استخداماً معاكساً للتقنية، يتمثل في تسخيرها كأداة للغش. استخدام هذه التطبيقات لتجاوز الامتحانات يهدد بإفراغ الشهادات من قيمتها ويقوّض مصداقية المخرجات التعليمية، في ظل غياب استراتيجيات رسمية لضبط هذا الانفلات.

مستقبل مظلم لجيل بلا مهارات

يحذر تربويون وخبراء في التعليم من خطورة استمرار هذه الظاهرة، معتبرين أن التساهل مع ممارسات الغش عبر التكنولوجيا يرسخ ثقافة اللامسؤولية في نفوس الطلاب، ويجهز على ما تبقى من أسس التعليم القائم على التحصيل والمعرفة. ووفقاً لهؤلاء، فإن السماح باستمرار هذه الانحرافات سيقود إلى تخريج أجيال تفتقر للكفاءة والمهارات، ما يهدد بزيادة الفجوة التنموية في بلد يواجه بالفعل تحديات اقتصادية وإنسانية هائلة.

دعوة عاجلة للإصلاح

في ضوء هذه التطورات، يدعو مراقبون إلى تحرك عاجل من الجهات التعليمية والمانحين الدوليين لإعادة الاعتبار للتعليم في اليمن، من خلال صرف رواتب المعلمين، وتوفير المناهج، وتعزيز الرقابة على الامتحانات، إضافة إلى تبني استراتيجيات لدمج التكنولوجيا بشكل صحيح يدعم العملية التعليمية لا يقوضها.

خاتمة التقرير:
الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تصنع الفارق في النهوض بالتعليم، لكن في ظل غياب الرقابة والإرادة، قد يتحول إلى وسيلة لتدمير ما تبقى من مستقبل طلاب اليمن. فهل من يستجيب قبل فوات الأوان؟

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish