أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

تكريم معنوي لأشرف سائق حافلة في المكلا (صورة)

المكلا- حضرموت نيوز

أحمد بخضر… رجل كادح يعمل سائق حافلة في مدينة المكلا ، لايعرف تفاهات السوشل ميديا ولا يسعى للتصدر الى الترند ولا هذه الأمور، لكنّه يعرف الله، ويكفيه من الدنيا أن يخرج منها بقلبٍ نقيّ وضمير مطمئن.

في صباحٍ عادي، كان يقود حافلته بين المكلا وفوة، يُقلّ الركاب بابتسامة لا تنكسر، ويجتهد في رزقه كما يفعل كل يوم… توقّف عند أحد المواقف، نزل الركّاب، وبقي المقعد الخلفي ساكنًا… إلا من كيس!.

اقترب منه، فتحه بتردد، فإذا به مال كثير… سبعون ألف ريال سعودي!!
لم يستسلم لغواية اللحظة، بل شعر أن الله يراقبه.. أغلق الكيس، ورفع بصره إلى السماء: يا رب، ماذا أفعل؟
كان المبلغ كافيًا ليقلب معيشته رأسًا على عقب، ويُبدّل حاله في لمح البصر، لكنه آثر أن يُبقي حياته كما هي، لا طمعًا في دنيا، بل طلبًا لرضى ربه، وطمأنينةً تبيت في صدره دون أن تهزّها الأموال.

بحث… و سأل… حتى وصل إلى عجوز ضعيفة الحال، كانت تخطط ببساطة أن تبني منزلًا صغيرًا تسكنه بقية عمرها، و سلّمها المال دون شرط، دون صورة، دون حديث طويل… فقط ابتسامة تقول: هذا حقك، وأنا عبد أديت أمانتي.

لم يُدوّن عن نفسه شيئًا، ولم يملأ صفحات الميديا بالتفاخر كما يفعل كثيرون في زمننا هذا، لكنه كتب سطرًا ناصعًا في صحيفته الإنسانية، لأن أمثال هؤلاء يُعرفون عند الله، في صحفٍ لا يمحوها الدهر.

وهذه صورته حين كرّمه محافظ حضرموت، الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي ومدير أمن ساحل حضرموت ومدير أمن مديرية المكلا … تقديرًا لأمانته، لا ليتصدّر، بل لأن مثل هذه المواقف لا ينبغي أن تمر بصمت، بل يجب أن تُروى، وتُروَّج، ويتحدث عنها الجميع، ليس لمدح صاحبها، بل لتكون درسًا يُقتدى، ونورًا يهتدي به من ظنّ أن الأمانة قد غابت، أو أن الصدق لم يعُد له مكان بيننا.

كتب/ محمد العماري

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish