الميدان هو الفيصل: دعوة للعمل الجاد من أجل حضرموت

بقلم: معمر باطويل
أي تحرك تقوم به المكونات الأخرى—سواء كانت حضرمية على وجه الخصوص أو من الشخصيات والمكونات السياسية الأخرى—كردّة فعل فقط على تحركات حلف حضرموت، يُعد تحركًا غير منطقي وغير مقبول. فإذا كانت هذه الأطراف جادة في خدمة حضرموت، فعليها أن تكون حاضرة في الميدان، قريبة من الناس، وتعمل وفق رؤية واضحة وبرنامج عملي يعبر عن تطلعات المواطنين ويخدم مصلحة حضرموت، لا أن تكتفي بإصدار البيانات والتصريحات، استجابة لتوصيات من مرجعياتها السياسية، سواء كانت ظاهرة أو خفية.
الميدان مفتوح أمام كل من يريد خدمة حضرموت بصدق، والناس قادرة على تمييز الصادق من المتكسب، فالميدان وحده هو من يكشف النوايا ويثبت المواقف.
أما فيما يخص الشيخ عمرو بن حبريش، فإن النقطة الوحيدة التي أختلف معه فيها، والتي لطالما انتقدته بشأنها، هي انفراده بالقرار وتهميشه لشركائه من أعضاء رئاسة الحلف، أو في إطار هيئة رئاسة مؤتمر حضرموت الجامع. هذا السلوك غير مقبول ولا يخدم مصلحة حضرموت، فالمسؤولية جماعية، ويجب إشراك الجميع في صناعة القرار، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي. وعلى رئيس الحلف والمؤتمر الجامع أن يعيد النظر في هذا الأسلوب ويعمل على تصحيحه، حتى لا تُستغل هذه الثغرات من قبل المتربصين بحضرموت ومشروعها، فتُخلط الأوراق وتُعطل المسارات الوطنية الجامعة.
حضرموت بحاجة إلى عمل ميداني جاد، لا إلى ردود أفعال أو تصفية حسابات. من أراد خدمتها فليتقدم، فالميدان هو الفيصل، والمرجع يجب أن يكون دائمًا المصلحة العامة لحضرموت وأهلها، لا الحسابات السياسية الضيقة.