حضرموت أمام مفترق طرق.. وتصاعد خشية انجرارها إلى الفوضى

خاص ـ حضرموت نيوز
شهدت محافظة حضرموت، يوم السبت 12 أبريل، حدثًا سياسيًا أثار جدلًا واسعًا وانقسامًا حادًا في الأوساط المجتمعية والقبلية، على خلفية الحشد الذي دعا إليه ما يُعرف بـ”حلف قبائل حضرموت” في هضبة حضرموت. ففي حين رآه أنصاره لحظة فارقة وتجسيدًا لوعي حضرمي متراكم ينادي بالتمثيل المستقل والقرار السيادي، اعتبره آخرون تكرارًا باهتًا لطقوس سياسية قديمة تنذر بتعميق الانقسام وجر المحافظة إلى دوامة صراع لا تُحمد عواقبها.
الكاتب محمد العماري عبّر عن خيبة أمله مما وصفه بـ”الضجيج الإعلامي والنزاع اللفظي” الذي سبق الحدث، مشيرًا إلى أنه زاد من فرقة الصف الحضرمي بدلًا من لمّه. وانتقد بشدة الخطاب الإقصائي الذي يمارسه بعض أنصار الحلف تجاه من يخالفهم الرأي، مؤكدًا أن حضرموت ليست ملكية حصرية لأحد، وأن من حق الجميع التعبير عن آرائهم دون تخوين أو طعن في الهوية.
من جانبه، اعتبر نبيل ناصر الحشد الحضرمي تجسيدًا لتراكمات من التهميش، ورفضًا للوصاية، قائلاً إن ما جرى لم يكن رد فعل لأزمة آنية بل تعبيرًا عن نضج سياسي واجتماعي ينطلق من الداخل الحضرمي. كما رأى أن ما حدث يمثل بداية لمسار طويل يسعى نحو تقرير مصير حضرموت بإرادة أبنائها.
في المقابل، حذّر ناشطون آخرون من استخدام الحشد كوسيلة لإثبات التفويض أو فرض أجندات محددة بالقوة، مشيرين إلى أن وجود المظاهر المسلحة يذكّر بتجارب سلبية عاشتها مناطق أخرى في اليمن. وشدد البعض على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي لأي تحرك شعبي، وعدم استغلاله لصالح مشاريع تجر حضرموت نحو العنف أو الانقسام.
وعلّق أسامة بن فائض بمقارنة الحشود مع فعاليات سابقة نظمها المجلس الانتقالي، منتقدًا ما وصفه بـ”الاستعراض بالسلاح” ومشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات قد تزيد من التوتر بدلًا من التفاهم.
من جهته، أشار أمين بارفيد إلى الجهد اللوجستي الكبير الذي بُذل لحشد الأعداد في منطقة نائية كهضبة حضرموت، معتبرًا أن حجم الحضور يعكس دافعًا شعبيًا حقيقيًا، لكنه دعا إلى استثماره في مشروع واضح يخدم المحافظة، محذرًا من أن تتحول الحشود إلى لحظة عابرة تنفض دون نتائج ملموسة.
في المجمل، يكشف هذا الحدث عن انقسام مجتمعي كبير في حضرموت بين من يرى في حلف القبائل فرصة لاستعادة القرار الحضرمي، وبين من يخشى أن تُستغل هذه التحركات لأهداف فئوية تؤدي إلى الفوضى وتهميش فئات أخرى من المجتمع. وبين هذين التيارين، تقف حضرموت أمام منعطف حاسم يتطلب حكمة وتوافقًا يضمن مصالح جميع أبنائها.