الحوثي يصادر أجهزة الصحفيين ويعبث بمحتوياتها

صنعاء – حضرموت نيوز

في تصعيد جديد لسياسة القمع والرقابة، فرضت مليشيا الحوثي إجراءات مشددة ضد الصحفيين والناشطين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث صادرت عشرات الأجهزة الإلكترونية من المسافرين عبر مطار صنعاء، بما في ذلك أجهزة الحاسوب المحمولة والهواتف الذكية والكاميرات.

وبرّرت المليشيات هذه الخطوة بـ”ضمان الأمن” و”منع التجسس”، إلا أن الصحفيين يرونها وسيلة لفرض الرقابة والابتزاز.

وأكدت شهادات حصلت عليها “الشرق الأوسط” أن المصادرة تتم دون إنذار مسبق أو مبرر قانوني واضح، وسط استحالة استعادة الممتلكات المصادرة.

كما تفرض المليشيا قيودًا على التنقل، وتشترط الحصول على إذن مسبق للسفر، بالإضافة إلى تعهدات خطية بالإبلاغ عن تفاصيل الرحلات. ولا تقتصر الإجراءات على الصحفيين، إذ يُجبر أي مسافر يحمل جهاز حاسوب على الخضوع لتحقيقات مطولة حول مهنته ومحتوى أجهزته.

وكشف مصدر آخر أن الحوثيين يبررون هذه الممارسات بحجة “حماية أصحاب الأجهزة من الاختراق”، وهو ما اعتبره المتضررون محاولة لمراقبة أنشطتهم وتقييد حريتهم.

وتشير تقارير إلى أن المليشيا وسعت نطاق رقابتها لتشمل حتى الإعلاميين الموالين لها، حيث يخضعون لمراقبة صارمة ويُطلب منهم تقديم تقارير دورية عن أنشطتهم، وسط حالات احتجاز طالت بعضهم دون أسباب واضحة.

يأتي هذا التصعيد في إطار حملة أوسع تزامنت مع الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين، حيث كثّفت المليشيا عمليات الاختطاف والملاحقة ضد المدنيين، متهمة إياهم بـ”التواطؤ” أو “التجسس”، بهدف إحكام قبضتها الأمنية على المناطق الخاضعة لها.