أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

الضربات الأمريكية على الحوثيين: رسائل بالنار ومساعٍ خليجية لإنقاذهم

خاص- حضرموت نيوز

تأتي الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على أهداف تابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن ضمن استراتيجية أمريكية أكثر تشددًا تجاه أذرع إيران في المنطقة. ورغم أن واشنطن سبق أن استخدمت ضربات محدودة ضد الحوثيين، إلا أن تصميم إدارة ترامب على “فتح أبواب الجحيم” على وكلاء إيران في اليمن يعكس تحولًا كبيرًا في قواعد اللعبة. فما أبعاد هذه الحملة؟ ولماذا تسعى بعض العواصم الإقليمية لوقفها؟ وكيف سيكون رد طهران وميليشياتها؟

لماذا الآن؟ سر توقيت التصعيد الأمريكي

تزامنت الضربات مع تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية وتهديداتهم المتكررة لأمن البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته واشنطن تجاوزًا للخطوط الحمراء. لكن العامل الأهم يكمن في السياسة الأمريكية نفسها، حيث:

  1. رسالة إلى إيران: تأتي الضربات ضمن نهج “السلام من خلال القوة” الذي يفضله ترامب، حيث يستخدم الضغط العسكري لدفع طهران إلى تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات.
  2. تعزيز صورة أمريكا كقوة لا تُضاهى: يسعى ترامب إلى إعادة فرض الهيبة الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد التراخي النسبي خلال الفترة السابقة.
  3. استثمار اللحظة الدولية: وسط انشغال العالم بالحرب في أوكرانيا والأزمة في غزة، وجّهت واشنطن ضرباتها في وقت لا تتوقع فيه ردود فعل دولية قوية.
  4. تأمين المصالح الأمريكية والغربية: حيث تهدف الضربات إلى تحييد التهديد الحوثي للممرات البحرية، والتي تمثل شريانًا اقتصاديًا حيويًا للغرب.

اتصالات مسقط والدوحة: محاولة يائسة لإنقاذ الحوثي؟

في ظل الضربات المكثفة، برز حراك دبلوماسي تقوده سلطنة عمان وقطر، وهو ما تؤكده لقاءات وزيري خارجية عمان وإيران. ويبدو أن الهدف الرئيسي لهذا التحرك هو احتواء الأزمة قبل أن تتوسع إلى مواجهة إقليمية أكبر.

  1. عمان: قناة التواصل الخلفية مع واشنطن
    • تاريخيًا، لعبت مسقط دور الوسيط بين طهران وواشنطن، ويبدو أن لقاء وزيري الخارجية العماني والإيراني جاء لجس نبض الموقف الأمريكي ومحاولة إيجاد مخرج دبلوماسي للحوثيين.
    • مسقط تدرك أن الضربات إذا استمرت، فقد تؤدي إلى تصعيد خطير يهدد الاستقرار الإقليمي، وربما يعزز وجودًا أمريكيًا أكثر في المنطقة، وهو ما لا ترغب فيه.
  2. قطر: مناورة سياسية لحماية الحوثيين
    • الدوحة تربطها علاقات وثيقة بطهران والحوثيين، ومن المرجح أنها تسعى لتوظيف قنواتها الخلفية مع واشنطن لإقناعها بتخفيف الضغط على الحوثيين.
    • قطر، التي سبق أن استضافت قادة حوثيين في الدوحة، قد تحاول طرح بدائل سياسية لوقف الضربات مقابل تعهدات حوثية بوقف التصعيد في البحر الأحمر.

كيف سيكون رد الحوثيين وإيران؟

رغم الضربات القوية، فإن السيناريوهات المحتملة للرد الحوثي والإيراني تحمل عدة خيارات خطيرة، أبرزها:

  1. تكثيف الهجمات على الملاحة الدولية
    • الحوثيون قد يلجأون إلى تصعيد أكبر في البحر الأحمر عبر استهداف مزيد من السفن، مما قد يدفع أمريكا إلى توسيع عملياتها العسكرية ضدهم.
  2. استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة
    • إيران، عبر أذرعها في العراق وسوريا، قد توجه ضربات للقواعد الأمريكية في الخليج والعراق، كمحاولة للرد دون التورط المباشر في اليمن.
  3. تحريك وكلاء إقليميين آخرين
    • يمكن أن تلجأ طهران إلى تنشيط الميليشيات العراقية أو حتى حزب الله اللبناني، لخلق جبهات ضغط جديدة على واشنطن وحلفائها.
  4. مناورة دبلوماسية لكسب الوقت
    • في ظل الضغوط، قد توافق طهران على مفاوضات شكلية عبر وسطاء لتخفيف التصعيد، ريثما تعيد ترتيب أوراقها الميدانية.

ختامًا: نحو صراع أوسع؟

الضربات الأمريكية الأخيرة ليست مجرد رد فعل عسكري على هجمات الحوثيين، بل خطوة ضمن صراع أوسع مع إيران. وإذا لم تنجح التحركات العمانية والقطرية في وقف الحملة الأمريكية، فقد نشهد تصعيدًا أوسع يمتد إلى العراق وسوريا ولبنان، مما قد يدفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران ووكلائها.

يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الضربات مجرد جولة محدودة أم بداية لمرحلة أكثر عنفًا في المواجهة مع مليشيات إيران في المنطقة؟

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish