مقالات الرأي

تناقضات حلف القبائل

بقلم: محمد بازهير

منذ أيام وأنا أحاول استيعاب البيان الصادر عن حلف حضرموت، والذي جاء فيه: “يؤكد حلف قبائل حضرموت من خلال إعلانه على تزويد الكهرباء بساحل ووادي حضرموت بالوقود المنتج من شركة بترو مسيلة بأنه موقف إنساني خاص بالحلف تجاه المواطنين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.”

بعبارة أخرى، الحلف يضع نفسه في مقام المتصدق الكريم، الذي يمنّ على أهالي حضرموت بفتات من نفطهم الخاص، وكأنهم شعب يعيش على الهامش، ينتظر إحسان “الوالي” الذي يوزع عليهم من خيراتهم وكأنه فضل عظيم.

والمثير للضحك والبكاء معًا هو تبريرهم في البيان ذاته: “وأن ما اتخذه الحلف من تدابير بهذا الشأن منذ البداية خطوات احترازية للحفاظ على ثروات البلاد.” بمعنى آخر، النفط نفطكم، لكننا سنقسطه عليكم بحكمة وحنكة، وكأنهم يقدمون درسًا في فنون الإدارة الاقتصادية!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا كل هذا؟ الإجابة تأتي في البيان ذاته أيضًا: “نتيجة لتفشي الفساد والعبث بمقدرات حضرموت ومواردها من قبل الجهات المتعاقبة على السلطة.” وهنا نتوقف لنتساءل: رئيس الحلف، الشيخ عمرو، الذي شغل منصب وكيل أول للمحافظة وصمت لسنوات طويلة، ألم يكن جزءًا من تلك السلطة المتعاقبة وعاشر ثلاثة محافظين بنفس صفته؟ هل البيان يلمح إلى دوره أيضًا؟ أم أن الذاكرة الانتقائية تلعب دورها هنا؟

ومضة: يبدو أن الحلف لا ينهار فقط على أرض الواقع، بل يتهاوى أيضًا في صياغة محتواه وأفكاره، ليصبح مثالًا حيًا على التناقضات التي تعيشها حضرموت.

حفظ الله حضرموت من عبث العابثين.

 

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish