المجلس الانتقالي الجنوبي: وعودٌ هوائية.. وحصانٌ طروادة بائس

بقلم: أحمد النهدي

منذ “بزوغ فجرهم المُعلَن” عام ٢٠١٧، والمجلس الانتقالي الجنوبي يُقدِّم للجنوبيين دروسًا في فنون التلاعب السياسي بوعودٍ سرعان ما تتبخَّر مع أول اختبار، فالموارد تُسلب تحت شعارات التحرير، والقيادات تختفي وراء حدود الدول المجاورة كلما اشتعلت الأزمات. نعم، لقد نجحوا في شيء واحد فقط، وهو تحويل الجنوب إلى ساحةٍ لمُهرَّجين يُديرون اقتصادًا هشاً ويسرقون حتى أنفاس المحتاجين!

حصان طروادة

وإذ يقود الانتقالي لجنة الموارد الاقتصادية كأنها غنيمة حرب، بينما رئيسها، عيدروس الزبيدي، يُشبه شبحًا يظهر في الصور الرسمية ويختفي حين تُطرح أسئلة محرجة، أين ذهبت مليارات الموارد؟ ولماذا تتحوَّل عدن إلى خرابةٍ تحت حُكمهم؟! الأغرب أن وجودهم في السلطة أشبه بديكور سياسي، فالوزراء والمحافظون لا يعملون إلا على تأمين مقاعدهم في طائرات الهروب عند أول أزمة، مُتَّبعين حكمة حضرمية قديمة “وجه ما شافك ما لامك”.

إن قادة الانتقالي أبطال في فن الهروب من الواقع، فتجدهم يغيبون عن المشهد حين تشتعل عدن، ويُلقون باللوم على الشرعية وكأنهم ضيوفٌ بريئون في فيلم الكارثة، يبدو أنهم تخرَّجوا من مدرسة القيادة عن بُعد، حيث تُدار الأزمات عبر “واتساب”.. إن وُجدت شبكة اتصال!

فعدن تحت حكم الانتقالي تشبه سيركًا بلا مدير، انهيار خدمات، ورواتب تُسرق، وفسادٌ يزدادُ كل يوم، أما المناطق الأخرى كحضرموت والمهرة، فقد فضَّل أهلها العيش تحت رحمة الجبال على الخضوع لـ”حصان طروادة” الذي لا يحمل إلا الوعود الفارغة!. لقد حوّلوا مؤسسات الدولة إلى ماكينات لنهب المال العام، بينما يُعلنون الحرب على الفساد كشعارٍ لتمويه الجماهير. حتى اللجان الرقابية نفسها صارت جزءًا من اللعبة!

الجنوب.. إلى أين؟

وبعد ثماني سنواتٍ من الانهزامات، بات واضحًا أن الانتقالي لا يصلح كحامل سياسي للقضية الجنوبية، سيما إذا استمرّوا في هروبهم من المسؤولية، وعبثهم بثروات الجنوب، فلن يكونوا سوى كيانات ثانوية في مسرح التاريخ،يُشار إليهم بالسخرية، هؤلاء من باعوا الجنوب بأبخس الأثمان!.

اخيرا، الانتقالي لم يُحطِّم أحلام الجنوبيين فحسب، بل حوَّل قضيتهم إلى فزاعةٍ تُذكِّر العالم بأن الثورة قد تُولد ميتة إذا قادها لصوصٌ بلا ضمير!