أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

فضيحة أكاديمية في جامعة صنعاء: تكريم طبيب نصاب بامتياز مع مرتبة اللا شرف

خاص- حضرموت نيوز

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية، كرمت جامعة صنعاء مؤخراً أحد أعضاء هيئتها التدريسية، الدكتور محمود البريهي، بمنحه درع الجامعة وشهادة تقدير نظير ما وصف بأنه إنجاز بحثي متميز. ووفقاً لما تم الترويج له، فإن البحث الذي أعده البريهي كان له دور محوري في تطوير جهاز تحليل صيدلاني جديد من قبل شركة NETzSCH Proven Excellence الألمانية. غير أن تحقيقات مستقلة وشهادات من خبراء في المجال أظهرت تناقضات جوهرية في هذه الادعاءات.

تشكيك في مصداقية البحث

عند محاولة الحصول على تفاصيل البحث، وجد المتابعون أنه يعود إلى عام 2013، حيث تضمن تجربة بسيطة لا ترقى إلى مستوى الابتكار العلمي. فقد اقتصرت الدراسة على اختبار استقرار ستة أنواع من المضادات الحيوية في درجات حرارة مختلفة، باستخدام تقنية HPLC لتحليل النتائج. وخلص البحث إلى استنتاج بديهي يتمثل في ضرورة تخزين المحاليل الدوائية في درجات حرارة منخفضة، وهو أمر منصوص عليه أساساً في نشرات الأدوية الرسمية.

إضافة إلى ذلك، تبين أن المجلة العلمية التي نُشر فيها البحث غير محكمة وغير معترف بها، ما يثير تساؤلات حول القيمة العلمية الفعلية لهذا العمل. كما أن شركة NETzSCH الألمانية نفت، بعد التواصل معها، أي علم لها بهذا البحث أو بتأثيره على تقنياتها، مما يضع علامات استفهام كبرى حول مصداقية الادعاءات التي رافقت التكريم.

تداعيات على سمعة الجامعة والمجتمع الأكاديمي

تثير هذه الحادثة تساؤلات جوهرية حول معايير الترقية الأكاديمية في جامعة صنعاء، والأسس التي بُني عليها قرار تكريم الدكتور البريهي. كيف يمكن لمؤسسة أكاديمية عريقة أن تغفل عن التحقق من جودة الأبحاث قبل منحها أوسمة التقدير؟ وما هو تأثير مثل هذه الممارسات على سمعة البحث العلمي في اليمن؟

العديد من الأكاديميين يرون أن مثل هذه الظواهر تُكرّس بيئة من التزوير العلمي، مما يضر بالكفاءات الحقيقية التي تعمل بجد وسط تحديات كبيرة. كما أن تكريم أبحاث غير موثوقة قد ينعكس سلباً على الطلاب، حيث يكرس لديهم صورة مشوهة عن معايير البحث العلمي وأهميته.

الأوساط الأكاديمية تطالب بالشفافية

في ضوء هذه الملابسات، يطالب العديد من الأكاديميين والباحثين المستقلين جامعة صنعاء بتوضيح المعايير التي تم على أساسها منح الدكتور البريهي درجة الأستاذية، والجهات التي قامت بتقييم أبحاثه. كما يطالبون بإعادة النظر في معايير الترقيات والتكريمات لضمان نزاهتها وتعزيز جودة البحث العلمي في الجامعات اليمنية.

في الختام، تبقى هذه القضية شاهداً على التحديات التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية في اليمن، حيث تزداد الحاجة إلى تعزيز النزاهة العلمية والشفافية في تقييم الأبحاث. وبينما يتطلع الأكاديميون الحقيقيون إلى دعم حقيقي، فإن استمرار مثل هذه الممارسات قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في مستوى التعليم العالي في البلاد.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish