مقالات الرأي

ليس دفاعا عن أحد ولكن..

بقلم المحامي: طاهر باعباد

كم هو رائع أن يتم مكافحة الفساد وجميل جدا أن نرى الفاسدين خلف القضبان غير مأسوف عليهم مع إيماني وقناعتي التامة بأن كل من يوجه إليه اتهام أو حتى يصدر في مواجهته حكما قضائيا ابتدائيا واستئنافيا بالإدانة ليس بالضرورة أن يكون صحيحا..

إلا أن ما يثير الحفيظة والتعجب في ذات الوقت أن نرى توجيه _ فزاعة _ مكافحة الفساد اليومين هذه نحو محافظة حضرموت دون غيرها وكأن الفساد وانفاذ القانون محصورا على محافظة حضرموت وان بقية المحافظات ومسئوليها ملائكة هبطوا من السماء.

بطبيعة الحال نرفض تماما أن يتم استثمار ملفات وقضايا الفساد واستخدامها كأداة لتصفية الحسابات الشخصية أو السياسية والحزبية او المناطقية.

دعونا نراجع مع بعض كم هي عدد الأحكام القضائية التي صدرت بحق متهمين بالفساد ؟ بل كم عدد الدعاوى التي أقيمت أمام القضاء بهذا الشأن؟

وفي المقابل دعونا نراجع مع بعض عدد المرات التي استخدمت فيها فزاعة الفساد نحو حضرموت.

بالأمس شاهدنا مجلس القضاء الأعلى نفسه قام باستخدام هذه الفزاعة نحو محافظ البنك المركزي، بسبب استحقاقات مالية، وتم تسوية الموضوع بطريقة أو بأخرى.

وبالأمس القريب أيضاً هبوا قضاة حضرموت للمطالبة باستحقاقتتهم الوظيفية والمالية القانونية فتم إستخدام تلك الفزاعة نحوهم وتم قمع ثلاثة من القضاة رغم شهادة المحليين بكفائتهم ونزاهتم، ولازال هذا الملف معلق إلى يومنا هذا.

وكذلك الحال، فقد تم تسريب تقارير ومذكرات حكومية بشأن ماقيل أنه ثبوت عمليات فساد في شركة بترو مسيلة ومسئوليها.. وأعتقد أن هذا الملف تم اغلاقه بطريقة أو بأخرى.

واليوم نرى مذكرات الإحالة والتوجيهات بشأن ذات الفزاعة بحق مسىولين حضارم.

وغدا أيضا سيتم استخدام ذلك المصطلح وتوسيع دائرته بشكل أكبر وأكبر وحصر نطاقه في حضرموت وحدها.

محاربة الفساد يجب أن يبدأ من الأعلى إلى الأسفل وينبغي أيضا أن يشمل كل المحافظات وليس حضرموت وحدها

أكرر أن الفساد يجب أن يجتث وأن مكان الفاسدين هو السجن دون غيره إلا أن القضاء على الفساد، أو محاربته يجب أن يبدأ من الأعلى إلى الأسفل وينبغي أيضا أن يشمل ذلك كل المحافظات.

وأكرر أيضاً أنه ليس دفاعا عن أحد، ولكن أنني على ثقة ويقين بأن الوقائع التي تنسب حاليا إلى المسئولين الحضارم تتم ممارستها، وربما بشكل أفظع في مأرب وعدن وشبوة وأبين والمهرة ولحج والضالع.. ولا يستطيع أي أحد أن يتفوه بذلك.

وخلاصة القول..

أن محاربة الفساد يجب أن تبدأ من الرأس وانته نازل وليس في حضرموت وحدها وأن مكافحة الفساد لا ينبغي أن يستخدم كفزاعة لتحقيق مكاسب أو تصفية حسابات شخصية أو حزبية أو سياسية أو مناطقية فتطبيق القانون يجب أن يكون على الجميع!!

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish