أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

الحوثيون وتعزيز نفوذهم عبر استغلال القبائل: استراتيجيات متعددة لضمان الولاء

خاص ـ حضرموت نيوز 

صنعاء – في ظل استمرار الصراع في اليمن، أظهر الحوثيون قدرة كبيرة على استغلال القبائل وكسب ولائها عبر عدة وسائل، أبرزها فرض منصب “المشرف”، واستخدام العنف والقسر، وإعادة تأهيل المقاتلين، واستغلال القضايا الإقليمية، وفق دراسات متخصصة.

 

تحجيم نفوذ المشايخ عبر “المشرفين” 

يعد إضعاف سلطة شيوخ القبائل من أبرز استراتيجيات الحوثيين، حيث استحدثوا منصب “المشرف”، وهو شخصية يتم اختيارها غالبًا من طبقة الهاشميين أو الموالين للجماعة، ليحل محل المشايخ التقليديين في إدارة الشؤون المحلية. وبحسب الباحث أحمد العرامي، فإن “المشرف” يتمتع بصلاحيات واسعة، مما يقوض دور شيوخ القبائل ويجعل السلطة تمر عبره، على عكس ما كان عليه الحال في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

العنف والترهيب لفرض السيطرة 

إلى جانب الهيمنة الإدارية، لجأ الحوثيون إلى العنف والقسر لضمان خضوع المشايخ، حيث تشير دراسة الباحثة ريم مجاهد إلى أن الجماعة قامت بقتل عدد من شيوخ القبائل، وهدم منازلهم، ونهب ممتلكاتهم، مما أدى إلى سحق هيبة القبيلة. وشملت قائمة الشيوخ المستهدفين شخصيات بارزة مثل أحمد السكني، سلطان الوروري، ومجاهد قشيرة في عمران، إضافة إلى مصادرة ممتلكات آخرين، مثل عبدالواحد الدعام في إب، ومحمد عبدالقادر العبدلي في البيضاء.

 

إعادة تأهيل المقاتلين عبر “الدورات الثقافية”  

إلى جانب القمع، اعتمد الحوثيون على ما يسمى “الدورات الثقافية”، وهي برامج تدريبية مغلقة تستمر لأسابيع أو أشهر، وتهدف إلى إعادة تأهيل أفراد القبائل الذين تم حشدهم للقتال. وتركز هذه الدورات على غرس الولاء لعبدالملك الحوثي باعتباره “السيد العَلَم”، أي الزعيم الديني والسياسي للجماعة، وفق ما تشير إليه الدراسات.

 

استغلال القضايا الإقليمية لحشد المقاتلين

في سياق آخر، نجح الحوثيون في توظيف الأحداث الإقليمية، مثل الحرب في غزة، لحشد المزيد من المقاتلين من أبناء القبائل، تحت شعارات مثل “الفتح الموعود” و”الجهاد المقدس”. وبهذا النهج، استطاعت الجماعة توسيع نطاق تجنيدها، مستغلة العاطفة الدينية والتعبئة القبلية في آنٍ واحد.

 

تُظهر هذه الأساليب أن الحوثيين لا يعتمدون على القوة العسكرية فحسب، بل يستخدمون مزيجًا من الاستراتيجيات السياسية والاجتماعية والدينية لتعزيز سيطرتهم، في مشهد يعيد تشكيل العلاقة التقليدية بين القبيلة والسلطة في اليمن.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish