لماذا قررت إيران تقديم الحوثي كقربان لاستنزاف الغرب وإسرائيل؟ (تحليل سياسي)

خاص ـ حضرموت نيوز
وضع الباحث والمحلل السياسي حسام ردمان مقاربة من زاوية مختلفة للصراع ما بين إسرائيل وإيران بمحاولة الإجابة على سؤال هل قدمت طهران هدية أخرى لنتنياهو وساعدته في توسيع حلقة النار إقليميا عوضا عن البدء في اطفاء حرائق غزة؟
وقال: حتى الآن اسفرت هجمات الحوثي الأخيرة عن منح تل ابيب فرصة أكبر وذريعة مناسبة لاستغلال الوقت الفائض – حتى مجيئ ترامب إلى السلطة- كي تواصل تدمير أكبر قدر ممكن من الاصوال الجيوسياسية الإيرانية (في اليمن أو حتى في الداخل الإيراني).
وأضاف: لقد بدأت دورة التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخيرة في/ من اليمن منذ منتصف سبتمبر الماضي، عندما نجح الحرس الثوري في رفع مستوى التهديد المباشر ضد إسرائيل عبر إدخال صاروخ “فلسطين٢” إلى الخدمة والقادر على بلوغ تل أبيب، وبناء عليه أعلن الحوثيون عن المرحلة الخامسة من التصعيد التي استمرت أيضا خلال نوفمبر.
وتابع: ارتبط قرار التصعيد باحتدام المواجهات في لبنان، لكنه استمر حتى بعد توقفها. وفي ديسمير الجاري -وعوضا عن خفض منسوب العمليات على غرار لبنان والعراق – أخذ السلوك الإيراني في اليمن يزداد حدة ومقامرة، وللوهلة الأولى بدا و أن طهران تعيش حالة انكار جيوسياسي عقب صدمة حزب الله و زلزال سوريا.
ولفت أنه لا يستبعد اهن يكون قرار التصعيد الإيراني الحاد من اليمن حلقة جديدة في مسلسل سوء التقدير الاستراتيجي الذي ظهر في ساحات أخرى وجاء بنتائج عكسية وخيمة بل وصادمة، لكن هذا لا يمنع وجود حسابات عقلانية دفعت طهران اهلى تنشيط آخر ذراع إقليمي فاعل لديها كي تتحدى حالة الضعف والانحسار وكي تداعب نزعة الغرور الإسرائيلي.
وأوضح: على الأغلب فان الحسابات الإيرانية في اليمن ، لن تخرج عن الاحتمالات التالية:
١- هو أن الحرس الثوري مصر على إثبات جدوى سياسته الخارجية وعقيدة الدفاع الأمامي والردع النشط، من خلال تحويل اليمن إلى ساحة تعويضية تكون بوليصة التأمين الجديدة ضد إسرائيل عقب تفكيك حلقة النار في الشمال.
وهذا الإصرار مرتبط أيضا بترتيبات الصراع الداخلي في إيران، وخشية الحرس الثوري من أن المعتدلين بقيادة بزشكيان في حال تمكنوا من تغيير السياسة الخارجية لإيران فإنهم حتما سوف يغيرون التوازنات السياسية الداخلية أيضا، وهذا الأمر سوف ينعكس أيضا على ترتيبات الخلافة المرتقبة للمرشد الأعلى.
٢- قد يكون هذا التصعيد مجرد مناورة تكتيكة مؤقتة لمحاولة تحسين الموقف التفاوضي مع الأمريكان، وبالتالي سوف ينزل الإيراني عن الشجرة بمجرد حدوث تواصل جاد بينه وبين واشنطن ، وقد تكون إيران حريصة على استباق أي هدنة في غزة باستعراض قوتها وتأكيد على تماسك محورها.
وهم يراهنون على وعورة الساحة اليمنية التي سوف تقلل أي خسائر حالية من جراء التصعيد المؤقت والتي سوف تجعل الرياض وواشنطن أميل إلى التفاوض بدلا من الحسم.
٣- أما الاحتمال الثالث فهو إن الإيرانيين قرروا تقديم الحوثي كقربان لاستنزاف الغرب وإسرائيل، وبالتالي استباق نقل المواجهة إلى العراق أو إيران، وشراء أكبر قدر من الوقت حتى يتم إبرام اتفاقية دفاعية مشتركة مع روسيا أو صنع قنبلة نووية تسمح بترميم معادلة الردع الإيراني التي انهارت بشكل غير مسبوق عقب سقوط سوريا.