حضرموت على أعتاب إشعال فتنة داخلية بقرار “دبر بليل”
خاص – حضرموت نيوز
أثار قرار رئيس حلف قبائل حضرموت، المقدم عمرو علي بن حبريش العليي، تشكيل قوة عسكرية جديدة تحت مسمى “حماية حضرموت” وتعيين اللواء مبارك أحمد بن بكر العوبثاني قائدًا لها، موجة واسعة من ردود الأفعال المتباينة بين تأييد ودعم، ومعارضة وتحذير، مما يعكس حالة الانقسام التي تعيشها الأوساط الحضرمية في ظل الظروف الراهنة.
بعض الأطراف المحسوبة على حلف قبائل حضرموت رحبت بهذا القرار، معتبرة أنه خطوة ضرورية لتعزيز الأمن في وادي وصحراء حضرموت.
وأشار م. عبدالله الشبيبي إلى أن اللواء مبارك العوبثاني، يفضل أن يعاد تعيينه في منصب مدير أمن وادي حضرموت كونه قد شغل المنصب سابقا، ويمتلك، حد قوله، الخبرة الكافية لتولي قيادة القوة الجديدة، ورأيه يشي إلى أن بن حبريش يسعى فعليا إلى ابتزاز الشرعية، بإعادة العوبثاني لشغل منصب أمني حساس يخدم اجندتهم في المحافظة.
المعارضة والتحذيرات: قرارات انفرادية غير مدروسة
في المقابل، أبدى مصدر في مجلس حضرموت الوطني، معارضة قوية للقرار، محذرًا من خطورة اتخاذ قرارات وصفها بـ”الانفرادية” خارج مؤسسات الدولة. ودعا المجلس الرئاسي إلى التدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ”العبث المشبوه”، الذي قد يفاقم التوترات ويعزز الانقسامات داخل المحافظة.من جانبه، انتقد يسر محسن العامري، القرار بشدة، واصفًا إياه بأنه غير مدروس ويأتي بدافع الغيرة أو العاطفة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من القرارات يولد معارضة واسعة حتى من الحلفاء السابقين.وأكد العامري أن “قوات النخبة الحضرمية كانت صمام أمان حضرموت”، داعيًا إلى تعزيزها بدلاً من اتخاذ قرارات خارج إطار النظام والقانون.
مخاوف من تصاعد التوترات
وانتقد عبيد الفتح، القرار، متسائلًا عن الجهة التي ستحميها قوة “حماية حضرموت”، وهل سيكون الهدف منها حماية أبناء المحافظة أم تصعيد الخلافات الداخلية؟
وأشار فائز أحمد الدموني، إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إشعال فتنة داخلية، محذرًا من أن الاقتتال بين أبناء المحافظة أصبح خطرًا حقيقيًا إذا لم يتم التعامل مع الأوضاع بحكمة.
كما اعتبر المقدم عمر باشقار بارشيد، أن ما يحدث في حضرموت هو “عمل دُبر بليل” لإضعاف المحافظة وإشغالها عن التطورات السياسية اليمنية.
انقسام عميق ومستقبل غامض
في ظل هذه المواقف المتباينة، يتضح أن قرار تشكيل قوة “حماية حضرموت” أثار انقسامًا عميقًا داخل المحافظة. وبينما يرى البعض في القرار خطوة نحو تعزيز الأمن المحلي وهم من أنصار حلف القبائل يعتقد آخرون أنه يشكل تهديدًا للوحدة والاستقرار.
ومع استمرار التحذيرات من تداعيات القرار، يبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة لتحديد مستقبل القوة الجديدة ودورها في حضرموت، وسط تصاعد الدعوات لضبط النفس وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها الخطر القادم من مليشيات الحوثي والمنطقة العسكرية الأولى.