كيف يخدم جنون الحوثي طهران وتل أبيب معا
خاص – حضرموت نيوز
قدم الباحث حسام ردمان رؤيته لمسار الأزمة اليمنية بعد انجراف الحوثي في مواجهة إسرائيل وتقدم اليمن اليوم بثبات ليكون ساحة تصفية الحسابات الإقليمية بعد سوريا.
وأكد ردمان أن الجانب الإسرائيلي استطاع أن يستثمر هجمات الحوثي الأخيرة كي يحقق هدفين : أولا المناورة بخصوص الضغوط الدولية الممارسة لوقف اطلاق النار في غزة ، وثانيا تسليط الانتباه على أهمية التعاطي مع الحوثيين باعتبارهم “الذراع الاخيرة العاملة لإيران” والتمهيد لفتح جبهة إقليمية جديدة.
وأضاف: حاليا تناقش الأوساط الاسرائلية كيفية التعاطي مع اليمن من خلال ثلاث مقاربات لذلك:
أولا مقاربة رأس الافعى وضرب إيران مباشرة ؛ يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل، وعلى رأسهم رئيس الموساد ديدي بارنيا، أن على إسرائيل أن تضرب رأس الأفعى، أي إيران، وألا تضيع الكثير من الوقت والموارد على الحوثيين.
أما المقاربة الثانية فقد طرحها نتنياهو من خلال الدعوة إلى تحالف دولي اقليمي لمواجهة الحوثي بمعنى آخر محاولة استنساخ سيناريو داعش في سوريا.
الحوثي يتقدم باليمن بثبات ليكون ساحة تصفية الحسابات الإقليمية بعد سوريا.
أما المقاربة الثالثة فهي ضرب مراكز الثقل من خلال حملة ممنهجة وطويلة. ومن خلال بنك أهداف إسرائيل في عمليتها الأخيرة يتضح أن تعريفها لمراكز الثقل يتضمن: “البنية التحتية المدنية، البنية التحتية العسكرية، القيادات الكبيرة”، بمعنى آخر تكرار تجربة حزب الله.
وأكد في جميع الأحوال فإن اليمن يتقدم اليوم بثبات ليكون ساحة تصفية الحسابات الإقليمية بعد سوريا، وبالنسبة للإيراني فإن اليمن هي ساحة المقامرة الأخيرة للبقاء كقوة رائدة، أما الإسرائيلي فيرى اليمن ساحة التصعيد الأمثل للهروب من الضغوط السياسية وتعزيز الهيمنة العسكرية.
وختم؛ في الحالتين فإن الجنون الحوثي يأتى ليصب في صالح طهران وتل أبيب، في حين تقف الشرعية اليمنية وحلفاؤها متفرجين دون المبادرة إلى وراثة النفوذ الإيراني كما فعلت تركيا في سوريا، و قطع الطريق على طموحات طهران وتل أبيب دفعة واحدة.
تعتبر إيران اليمن ساحة المقامرة الأخيرة للبقاء كقوة رائدة في المنطقة