نهاية تضحية أب يمني لإنقاذ إبنته في السعودية
خالد التميمي ـ خاص- حضرموت نيوز
لم يكن وعد المواطن اليمني المقيم في المملكة العربية السعودية مشعل الكلدي، لأبنته بأنه سيضحي بالغالي والنفيس لإنقاذ حياتها، مجرد كلام مرسل، أو رهان عابر لدغدغة عواطفها، وهي تعاني من مرض الكلى، فهو بنفسه لم ينتظر الغوث من أحد ليخفف من الالامها، حيث بادر بابتسامة الأب الحنون، وصلابة المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره، ليوهبها كليته بدلا عن كليتها المنهكة.
زرع مشعل في جسد إبنته جنى، البالغة من العمر ثماني سنوات، قطعة من جسده بعد أن كان ومازال يضج كيانها بروحه، وتجري في عروقها دمائه، وتتباهى بين أقرانها بأنها تشبهه ونسخة طبق الأصل من جيناته.
الطفلة جنى التي كانت تعاني من قصور حاد في وظائف كليتيها، سقتها من كأس أوجاع لا تقوى على تحملها الجبال، وضراوتها الرجال، خضعت لجلسات غسيل كلوي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا، استهلكت ما تبقى من طاقاتها، وأرهقت أسرتها بتكاليف طائلة، وضريبة معنوية الكل دفعها دون أن يطرأ تحسن على صحتها.
حينها قرر والداها بعد استشارة الأطباء أنه لا مناص من استبدال إحدى كليتيها، ولم يتأخر أو يهدر الوقت في البحث عن متبرع، هو بنفسه وهبها كليته، كانت غيته أن يبعث بداخلها الثقة في أنها ستكون بخير بمشيئة الرحمن وبتضحيته لأنه أكثر الناس حرصا على عافيتها وسلامتها.
دخلت جنى ووالدها غرفة العمليات، وغادرا منها بإعلان الأطباء نجاحها، واحتفال أسرة الكلدي بشفاء جنى، وفتح صفحة جديدة في حياتها.