رحيل صادم لأشهر شخصية أكاديمية في حضرموت
وكلمات نعي حزينة من طلابه ومحبيه..

خاص ـ حضرموت نيوز
بقلوب يعتصرها الألم، وعيونٍ أغرقتها الدموع، ودّعت حضرموت في فجرٍ حزين قامةً علمية وتربوية بارزة، وأستاذًا أكاديميًا نذر حياته لخدمة مجتمعه وتعليم أجياله، الدكتور محمد سالم بن جمعان، الذي وافته المنية فجر اليوم، مخلفًا وراءه إرثًا من العطاء والخلق النبيل، وسيرةً عطرة لا تُنسى.
لقد كان د. محمد بن جمعان أكثر من مجرد أكاديمي، بل كان شعلة نورٍ تضيء دروب طلابه وزملائه، وصوتًا إنسانيًا في ردهات الجامعة والمجتمع. لم يكن يومًا ذلك الأستاذ المتعالي، بل كان أخًا وصديقًا ووالدًا روحيًا، يمد يده دون سؤال، وينصت دون تردد، ويوجّه دون أن يُشعر من أمامه بالنقص أو التردد.
كتب عنه زملاؤه وطلابه كلمات تقطر حزنًا، وتفيض وفاءً، تشهد جميعها على مكانته الفريدة في قلوب الجميع. كتب صلاح العماري: “برحيلك خسرت الأمة أكاديميًا أسهم في خدمة مجتمعه. غفر الله لك، وتقبّلك شهيدًا برحمته.” فيما عبّر محمد العماري عن ذكرى لا تُنسى في لحظة فارقة من مشواره الجامعي، عندما احتاج إلى من ينير له الطريق، فكان بن جمعان هو اليد التي امتدت دون سابق معرفة، قائلاً له: “تعال.. لا تحتاج إلى واسطة في المعرفة.”
أما الإعلامي محمد بازهير فقد نعى فقيدنا بكلمات مؤلمة تجسد عمق الفقد: “أنه الوجع العميق، تلك الصدمة التي تكاد تقتلع الروح من جذورها… لم يكن مجرد رئيس قسم، بل كان الأب الحنون والصديق القريب.” وكتب الإذاعي محمد باحميل عن تواضعه وأثره المجتمعي قائلاً: “لقد كان بن جمعان يجمع بين العمل الأكاديمي والمجتمعي معًا، كان قدوةً ومثالاً للتواضع والرقي.”
ونعى فادي حقان الفقيد، مشيرًا إلى دوره النبيل في غرس القيم في مجتمعه، وحرصه على بناء جيل يحمل المبادئ. وقال أحمد القثمي في رثائه المؤلم: “رحل الأستاذ الدكتور محمد سالم بن جمعان، الأستاذ الذي ترك بصمته في كل زاوية من زوايا قاعة الدرس… وسنظل ندعو له دائمًا وأبدًا بالرحمة والمغفرة.”
وقد تقرر أن يُوارى جثمان الفقيد الثرى عصر اليوم الأربعاء، بمسجد الرشاد بمدينة الحامي، مسقط رأسه في مديرية الشحر، وسط حضور محبيه وأهله وطلابه، الذين جاءوا ليودّعوا من كان لهم نورًا ومرشدًا.
رحم الله الدكتور محمد سالم بن جمعان، وجعل مثواه الجنة، وجبر كسر قلوبنا على فراقه، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.