مبخوت بن ماضي… حكمة القيادة وثبات الموقف في حضرموت

خاص – حضرموت نيوز
رغم التحديات السياسية والاجتماعية المعقدة التي مرت بها محافظة حضرموت خلال العام الأخير، تمكن محافظ المحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي من إدارة الأزمة بحنكة عالية وثبات استثنائي، حافظ فيه على تماسك الجبهة الداخلية، ونجح في تجنيب حضرموت الصدام والاحتراب الداخلي، في ظل محاولات لزعزعة الاستقرار وزرع الفوضى قادتها قوى محلية، أبرزها حلف قبائل حضرموت.
نهج الحكمة وضبط النفس
منذ اندلاع الأزمة، التي تجاوزت عامها الأول، أظهر بن ماضي قدرة سياسية لافتة في امتصاص التوترات، عبر خطاباته المتزنة ومواقفه الرافضة للانجرار نحو المواجهة، مع إصراره على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأبقى الباب مفتوحًا أمام حلف القبائل للعودة إلى طاولة الحوار والمشاركة في إدارة شؤون المحافظة، دون إقصاء أو ضرر.
وفي خطوة وُصفت بالحكيمة، بادر بن ماضي بالدعوة المتكررة للشيخ عمرو بن حبريش، قائد حلف قبائل حضرموت، لعقد لقاءات على أرضية مشتركة تحفظ للمحافظة وحدتها، وتسهم في بناء موقف موحّد يحمي حضرموت من الانزلاق نحو الفوضى.
مبادرات شجاعة… لقاء مباشر وطرح حلول
وفي واحدة من أبرز محطات إدارته للأزمة، توجّه المحافظ بنفسه إلى منطقة الهضبة، حيث عقد لقاءً مباشراً مع الشيخ عمرو بن حبريش ، عارضًا مقترحًا متكاملاً لإدارة ملف المشتقات النفطية وأزمة الكهرباء، وهو الملف الأكثر تعقيدًا وتأثيرًا على حياة المواطنين. وتمثلت المبادرة بتأمين الوقود لمحطات الكهرباء ووضع آلية عادلة وشفافة لضمان استمرارية الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين.
تحركات خارجية لتعزيز الدعم الدولي
لم يقتصر جهد بن ماضي على الداخل، بل امتد إلى تحركات نشطة على المستوى الإقليمي والدولي. فقد عقد سلسلة لقاءات في العاصمة السعودية الرياض مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، بريطانيا، والمملكة العربية السعودية، تناولت دعم ملف الخدمات في حضرموت والنهوض بالبنية التحتية.
كما بحث بن ماضي مع قيادة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وصندوق الإعمار السعودي، آليات تأمين إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، والتدخلات العاجلة لحل أزمة المشتقات النفطية، وتعزيز قدرات محطات التوليد لضمان استقرار الخدمة، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف.
متابعة تنفيذ التزامات المجلس الرئاسي
وفي سياق متصل، واصل المحافظ بن ماضي متابعة تنفيذ التزامات المجلس الرئاسي تجاه المحافظة، لا سيما ما يتعلق بتطبيع الأوضاع المعيشية، وإنشاء صندوق خاص لإدارة موارد حضرموت، يهدف إلى حوكمة الإيرادات وضمان إدارتها بشفافية، بما يسهم في تحسين الخدمات وتحريك عجلة التنمية.
خاتمة
نجح محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي في ترسيخ نموذج متماسك لقيادة حكيمة قادرة على إدارة الأزمات بحنكة، وتقديم المصلحة العامة على الاعتبارات الضيقة. وبينما ظلت حضرموت بمنأى عن المواجهات والانفلات الأمني، بقيت أبواب الحوار مشرعة، واستمرت الجهود التنموية والدبلوماسية لتأمين الخدمات وتثبيت الاستقرار، في مشهد يؤكد أن الحكمة السياسية لا تزال قادرة على حماية المجتمعات من الانهيار.