تقرير خاص | حمى الضنك تواصل حصد الأرواح في عدن بأرقام صادمة

عدن – حضرموت نيوز

في تطور خطير للوضع الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، سجّل البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل 21 حالة وفاة و1150 إصابة مؤكدة بفيروس حمى الضنك منذ بداية العام الجاري وحتى يوم أمس، وسط مخاوف من ارتفاع الأرقام في ظل ضعف الإمكانات الصحية، واستمرار انتشار البعوض الناقل للمرض.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن أحياء عدن الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة تصدرت قائمة الإصابات، في وقت ناشد فيه مسؤولون صحيون المواطنين ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية الذاتية، في ظل عجز المستشفيات عن استيعاب أعداد المصابين المتزايدة.

خلفية التقارير السابقة: حميات قاتلة تمتد من عدن إلى لحج وشبوة

وتأتي هذه الأرقام بعد أسابيع من تحذيرات أطلقها أطباء ومسؤولون صحيون، أكدت انتشار حميات فيروسية قاتلة في محافظات عدن ولحج وشبوة، تسببت في عدد من الوفيات الغامضة، ونُشرت حينها تقارير متفرقة في موقع “حضرموت نيوز” عن ظهور أعراض خطيرة على المصابين أبرزها ارتفاع حاد في درجات الحرارة، نزيف داخلي، وآلام شديدة في المفاصل، مع غموض شاب هوية الفيروسات المصاحبة أو المتحورة عن حمى الضنك.

وأفادت تقارير “حضرموت نيوز” سابقًا أن شبوة شهدت مطلع أبريل الماضي موجة انتشار سريع لحميات فيروسية مجهولة، أودت بحياة عشرات المواطنين في مديريات بيحان وعتق وعزان، وسط صمت رسمي. كما سجلت محافظة لحج حالات إصابة مماثلة تزامنت مع تفشي حمى الضنك في مناطق ردفان والحبيلين.

دعوات عاجلة للسلطات والمنظمات

في السياق ذاته، دعا ناشطون وأطباء المنظمات الصحية الدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي المنهار، محذرين من أن استمرار تفشي المرض دون خطط استجابة طارئة سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، لاسيما مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، الذي يعزز من تكاثر البعوض الناقل.

وتتزايد المطالبات للسلطات المحلية في عدن والمحافظات المجاورة بإطلاق حملات رش مبيدات موسعة، وتوفير الأدوية والمحاليل الوريدية، وتكثيف حملات التوعية، بالتوازي مع تفعيل دور فرق الاستجابة السريعة لرصد الحالات وعزلها.

في انتظار تحرك فاعل، تبقى أرواح المواطنين في مواجهة مفتوحة مع وباء يتسع نطاقه يوماً بعد آخر، وسط صمت رسمي مثير للقلق.