أخبار الجاليات

كذبة أبريل “الحضرمية” ونهاية أوهام الهضبة

بقلم: سالم بامؤمن

تحولت كذبة أبريل في نسختها “الحضرمية” والتي أهدانا إياها هذا العام ،الشيخ عمرو بن حبريش، إلى وعْدَين هوائيين، أولهما محطة كهرباء خيالية بقدرة 500 ميقا، وثانيهما حُكم ذاتي غير واضح المعالم!

500 ميقا !
فلا يُعقل أن تسمع تصريحاً عن محطة كهرباء عملاقة” في إقليمٍ يعاني أهله من انقطاع التيار 20 ساعة يومياً، إلا وتتذكر فوراً أننا في أبريل! فبينما يخيم الظلام على بيوت الحضارم، يطلُّ الشيخ بن حبريش من فوق الهضبة ليحول الظلام إلى نور بـ”كلمة سر” مفتاحية أشبه بشفرة مغارة “علي بابا”. لكن يا تُرى، أين ستُبنى هذه المحطة؟ هل ستكون في جوف الصحراء حيث لا خطوط نقل؟ أم في السماء حيث تُحلق الأحلام؟ أم أن الأمر مجرد “فيلا كهربائية” خاصة ستُنير له مقرّ إقامته في الهضبة، بينما يبقى الوادي في عتمته الأبدية؟!

لعل الشيخ، نسي أن حضرموت لم تُصدّق وعود الكهرباء المعجزة منذ سنين، فكيف تُنشأ محطة بحجم 500 ميقا في إقليمٍ تتهاوى فيه البنى التحتية، وتُنهب موارده منذ عقود؟ أم أن الكذبة هذه المرة ستكون “ثلاثية الأبعاد”؟!

الحُكم الذاتي: أو حينما يباع الوهم مرتين!
أما الوعد الثاني، فهو أشبه بمسرحية “استقلال وهمي” كُتبتْ نصّها في كواليس الهضبة. فبعد أن أدارت السلطة المركزية ظهرها لحضرموت، ها هو الشيخ يُعلن منحها حُكماً ذاتياً! وكأنه يقول: “خُذوا حُكمكم في ابريل، فما استطعنا أن نمنحكم إياه، طوال 30 عاماً، إلا في أبريل!”.

لكن، أي حكمٍ هذا الذي يتحدث عنه الشيخ؟ هل هو حكمٌ ذاتي يُعيد لحضرموت سيادتها على مواردها، أم أنه مجرد “واجهة إدارية” جديدة لتكريس الهيمنة القديمة؟ وهل يُعقل أن يُمنح الحكم الذاتي من قِبَل مَن كانوا جزءاً من النظام الذي مارس التهميش لسنوات؟ أم أن الأمر مجرد “لعبة كراسي” يُريد الشيخ من خلالها تحويل حضرموت إلى خيمة تابع لهضبته، حيث يُعلن الاستقلال صباحاً، ويعود للتبعية مساءً؟!

أبريل الحضرمي
اليوم، لم يَعُد الحضارم ينتظرون “كذبة أبريل” من ساستهم الذين حوّلوا الأحلام إلى سخرية، والوعود إلى ذكريات مُرّة. لقد انتهى زمن تصديق “كهرباء الخيال” و”استقلال الهضبة”، فالشعب الذي يعيش على البدائل، ويعاني من انهيار الخدمات، والعملة، لم يَعُد يُفرّق بين أبريل وأغسطس؛ فكل شهوره مليئة بالأكاذيب.

ربما كان الشيخ بن حبريش يظن أن بإمكانه إسكات صرخات الوادي بورقة “500 ميقا” و”حكم ذاتي”، لكنه لم يُدرك أن حضرموت، التي صنعت تاريخاً من الكفاح، تعرف أن التحرر الحقيقي لا يُمنح في تصريح، بل يُنتزع بإرادة شعبٍ أنهكه الظلام، ولم يَعُد يُصدق إلا ضوء الفجر.

فإلى الشيخ نقول: احتفظ بـ”كذبة أبريل” لهضبتك، فحضرموت تعيش في زمنٍ لا مكان فيه للأوهام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic