براءة أمريكا من دم ضحايا قصف ميناء رأس عيسى بالحديدة

الحديدة – حضرموت نيوز

في جريمة مروعة تهز الضمير الإنساني، أفادت مصادر مطلعة أن ميليشيا الحوثي تعمّدت تعريض عشرات المدنيين للخطر في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، بعدما تلقت تحذيرات مسبقة من القوات الأمريكية بقرب تنفيذ غارات جوية على الموقع.

وبحسب المعلومات المؤكدة، قامت إحدى السفن الراسية في الميناء – والتي كانت تحمل على متنها عاملين أجانب – بتلقي إخطار مباشر من الجانب الأمريكي بضرورة الابتعاد، وقد أبلغت بدورها سلطات الميناء والقيادة الحوثية، التي اكتفت بتحذير عناصرها فقط، دون إبلاغ سائقي الشاحنات والمرافقين المدنيين المتواجدين في محيط الميناء، رغم معرفتها الدقيقة بموعد الضربة.

وفي لحظة تنفيذ الغارات، كانت كاميرات قناة “المسيرة” التابعة للمليشيا حاضرة ومجهزة لتوثيق المشهد، ما يشير إلى استعداد مسبق واستغلال متعمد للضربة لأغراض إعلامية.

وقد سقط على إثر الغارات العشرات من الأبرياء، معظمهم من محافظة عمران، وهم من سائقي الشاحنات والمرافقين المدنيين الذين لا ينتمون لأي فصيل عسكري أو سياسي، بل ينحدر أغلبهم من مناطق لا تخضع لسيطرة أو نفوذ المليشيات.

وبحسب شهود عيان ومعارف الضحايا، فإن الحوثيين قدموا هؤلاء المدنيين كقرابين لضربات أمريكية بهدف استغلالهم لاحقاً في حملاتهم الإعلامية والإنسانية، بعدما فشلوا لأسابيع في تسويق أي غارة سابقة تعرضت لها مواقعهم.

هذه الجريمة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين اليمنيين، حيث تؤكد الحادثة الأخيرة أن الميليشيا لا تتوانى عن التضحية بأبناء الشعب اليمني من أجل أهداف سياسية وإعلامية ضيقة.

رحم الله الضحايا الأبرياء، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
ولا تزال أصوات اليمنيين تتعالى: “لن تعرف اليمن السلام ما دام عبدالملك الحوثي وعصابته المشؤومة باقية دون اجتثاث”.