ترامب يحقق وعد مليشيا الحوثي بالتواطىء مع الشرعية

خاص ـ حضرموت نيوز

أثار التدمير الكامل لميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، الذي نفذته الطائرات الأمريكية مساء أمس، موجة غضب وتساؤلات في الأوساط اليمنية، وسط تشبيه واسع لما حدث بـ”تحقيق حرفي لوعد حوثي قديم بتدمير المدن اليمنية قبل تحريرها”.

الواقعة أعادت إلى الأذهان منشورًا شهيرًا لقائد حوثي بارز، حسن زيد، نشره في 2018 على منصة “تويتر” (X حاليًا)، بالتزامن مع اقتراب القوات الحكومية من تحرير ميناء الحديدة، تعهد فيه صراحة بأن مليشيا الحوثيين “لن يغادروا الميناء إلا بعد تدميره، وإحراق الأخضر واليابس، وتحويل المدن اليمنية إلى نسخة من مدينة حلب السورية التي دمّرتها قوات النظام الإيراني ومليشيا حزب الله”.

المنشور الذي التقطه رادار حضرموت نيوز، وعاد إلى التداول مجددًا، وصف حينها بأنه تهديد واضح باستخدام سياسة الأرض المحروقة في وجه أي تقدم حكومي، وهو ما يبدو أنه قد تحقق لاحقًا بشكل غير مباشر – ولكن هذه المرة على يد الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إعلانها تنفيذ سلسلة غارات جوية استهدفت منشآت ومرافق في ميناء رأس عيسى، مما أدى إلى تدميره بالكامل.

ويعد ميناء رأس عيسى واحدًا من أهم الموانئ النفطية في اليمن، حيث كان يمثل شريانًا حيويًا لتدفق الوقود إلى عدة محافظات، ما يثير المخاوف من تداعيات اقتصادية وإنسانية جديدة.

وفي حين تبرر واشنطن هذا الهجوم بكونه استهدافًا لبنية تحتية عسكرية تستخدمها مليشيات الحوثي، يرى مراقبون أن النتيجة المترتبة – وهي تدمير منشآت يمنية مدنية بالغة الأهمية – تصب فعليًا في صالح الرؤية التي طرحها الحوثيون قبل أعوام، بإغراق البلاد في الدمار بدلاً من تسليمها للشرعية المتواطئة مع المليشيا في استمرار الانقلاب وعدم تدخلها بإطلاق معركة برية حاسمة تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.