الرئيسيةتقارير وتحقيقات

انقطاع المياه في منطقة الصداع بين التبريرات والمعاناة

أحمد علي مقرم- حضرموت نيوز

في ظل استمرار معاناة أهالي منطقة الصداع بغيل باوزير من انقطاع المياه، تتصاعد التساؤلات حول جدية الجهات المعنية في إيجاد حلول جذرية لأزمة باتت تؤرق حياة المواطنين. تصريحات مدير إدارة المياه عمر بلفقيه، التي نقلها الصحفي طه بافضل، جاءت مليئة بالمبررات التي فشلت في إقناع الأهالي، بل زادت من غضبهم جراء تكرار الأعذار ذاتها دون أي تحسن ملموس على الأرض.

وفقاً لتصريحات بلفقيه، فإن أسباب الانقطاع تعود إلى تسرب المياه من المواسير في باطن الأرض بالإضافة إلى وجود الهواء في الأنابيب كما نفى أن تكون فترات الانقطاع طويلة، مُرجعاً الصعوبة إلى المرتفعات التي تعيق ضخ المياه للمنازل. لكن هذه التفسيرات تصطدم بواقع مؤلم يعيشه الأهالي، خاصة عندما تُقارن بمناطق أخرى مثل المكلا، التي تصلها المياه شبه يومياً رغم وجود مرتفعات أكثر وعورة!

الأمر الأكثر إثارة للاستياء هو التدهور المفاجئ في تموين المياه بعد 28 رمضان ، بعد أن شهدت المنطقة استقراراً نسبياً طوال الشهر الكريم. هذا التراجع دفع المواطنين إلى اللجوء لشراء المياه المعبأة (ماء صحة) بأسعار باهظة، مما يزيد الأعباء المعيشية على كاهل الأسر التي تعاني أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة.

التساؤل الأكبر الذي يطرحه الأهالي: إلى متى ستستمر هذه الحلول الترقيعية؟ فكل مرة تكرر الجهات المعنية نفس المبررات، دون أن تقدم خططاً واضحة لتحديث البنية التحتية أو معالجة أعطال الشبكة بشكل دائم. بل يبدو أن المسؤولين يعتمدون على صبر المواطنين، متناسين أن لكل صبر نهاية، وأن الاحتقان المجتمعي قد يتحول إلى احتجاجات ووقفات احتجاجية إذا استمر الوضع على هذا المنوال.

المواطنون في منطقة الصداع لا يريدون وعوداً ولا تفسيرات نظرية بل يطالبون بحلول عاجلة وفعالة. فالماء حق أساسي من حقوق الإنسان، وليس من المقبول أن تتحول حياته إلى معاناة يومية بسبب إهمال الجهات المسؤولة.

هل يحتاج الأمر إلى خروج الناس إلى الشوارع ورفع أصواتهم عالياً كي تتحرك الجهات المعنية؟ أم أن الضمائر ستستيقظ قبل فوات الأوان؟ السؤال موجه للقائمين على ملف المياه، والأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic