خبراء غربيون: هزيمة الحوثي تحدٍّ معقّد بهذه الاستراتيجية

حضرموت نيوزـ متابعات إخبارية

يرى خبراء غربيون أن القضاء على جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن ليس بالمهمة السهلة بالنسبة للولايات المتحدة، رغم تكثيف الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع الجماعة في الأسابيع الأخيرة.

استراتيجية غير متكافئة

تحذّر إليزابيث كيندال، مديرة كلية غيرتون بجامعة كامبريدج البريطانية، من الاستهانة بصمود الحوثيين، واصفة إياهم بـ”المقاتلين الصامدين”. وأشارت، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إلى أن الجماعة أثبتت قدرتها على مقاومة الضغوط العسكرية، مستشهدة بصمودها أمام أكثر من 25 ألف غارة جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية منذ بدء تدخله العسكري عام 2015.

وتلفت كيندال إلى أن الحوثيين يستفيدون من الطبيعة غير المتكافئة للصراع، حيث إن مجرد استمرارهم في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه البحر الأحمر – رغم بساطة بعض هذه الهجمات – يُعد تهديدًا كافيًا لتعطيل التجارة البحرية العالمية.

قدرات عسكرية متنقلة

يؤكد أليكس بليتساس، الخبير في شؤون الدفاع بمركز أتلانتيك كاونسل، أن أحد العوامل التي تعزز صمود الحوثيين هو الانتشار الواسع لمنصات الصواريخ المتنقلة في تضاريس اليمن الوعرة، مما يجعل العثور عليها وتدميرها أكثر تعقيدًا.

وفي السياق ذاته، يشير فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن، إلى أن الحوثيين يمتلكون ترسانة صاروخية متطورة تشمل صواريخ باليستية وكروز يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، إضافة إلى طائرات مسيّرة بعيدة المدى. ورغم ارتفاع معدل فشل هذه الهجمات، يحذّر هينز من أن “هناك دائمًا فرصة لنجاح إحداها”.

الدعم الإيراني والمحدودية الاستخباراتية

يرى الخبراء أن إيران لعبت دورًا محوريًا في تعزيز قدرات الحوثيين الصاروخية والمضادة للسفن، مما مكّن الجماعة من تنفيذ عمليات تهدد الملاحة الدولية. وعلى عكس حركتي حماس وحزب الله، اللتين تعرّضتا لضربات استخباراتية عبر سلسلة اغتيالات إسرائيلية، لم يُسجَّل اختراق مماثل لصفوف الحوثيين، الذين ظلوا بعيدين عن الأولويات الاستخباراتية الغربية.

ضغوط أمريكية وعقوبات متزايدة

في إطار الضغط المتواصل على إيران وحلفائها، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على قادة حوثيين، وأعادت تصنيف الجماعة “منظمة إرهابية أجنبية”. ومع ذلك، تحذّر كيندال من أن القضاء على الحوثيين، الذين يسيطرون على أراضٍ تفوق مساحة لبنان بعشرين ضعفًا وغزة بخمسمائة ضعف، لن يكون سهلًا.

ويؤكد هينز أن المواجهة ضد حماس وحزب الله تضمنت عمليات هجومية برية، وهو أمر غير مرجح في اليمن، حيث من المستبعد أن تنشر الولايات المتحدة قوات على الأرض.

ختامًا

بينما تواصل واشنطن استهداف الحوثيين عسكريًا، يواجه هذا النهج تحديات حقيقية، في ظل الطبيعة المعقدة للصراع اليمني، والتكتيكات غير التقليدية التي تنتهجها الجماعة، فضلاً عن الدعم العسكري الإيراني المستمر.