مقالات الرأي

حين تسقط الأقنعة بصمت

شبهات اختلاس وزير في الشرعية ١٤ مليار

بقلم: سيف الحاضري

كنت أظن، كما ظن كثيرون، أن بعض الأصدقاء الذين تقلدوا المناصب الوزارية سيكونون نموذجًا في الالتزام والمسؤولية، خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد.
كنا نعتقد أنهم سيكونون السباقين لدعم المعركة الوطنية، والأكثر حرصًا على المال العام وحقوق الشعب.

لكن للأسف، فوجئنا مؤخرًا بأن وزارة المالية تطالب أحد الوزراء بإخلاء عهدة مالية تقارب (14 مليار ريال)، كانت مخصصة لمصروفات تشغيلية لعام وشهرين، لكنها لم تُصرف لما خُصصت له، ولا أحد يعرف مصيرها حتى اللحظة.

ما يؤلم أكثر، أن هذا الوزير كان ممن توقعنا منهم أن يكونوا الأشد حماسًا في معركة استعادة الدولة، فإذا به يسقط في امتحان الأمانة، ويخيب ظن كل من وثق به.

وما يبعث على الحزن، أن من يعملون معه في الوزارة، والذين يُفترض أنهم حراس المال العام، قبلوا هذا العبث، واكتفوا بالعتاب في السر، بدلًا من أن يقفوا وقفة حق ومسؤولية لرفض هذا السلوك.

لقد آن الأوان لأن نقولها بصراحة: معركتنا الوطنية تحتاج إلى رجال صادقين في مواقع المسؤولية، يحتاج الوطن إلى من يصون الأمانة لا من يستغلها.

شعبنا العظيم الذي يقاتل ويصبر، وجيشنا الوطني الذي يضحي ويقدّم أرواح أبنائه، أحق بهذه الأموال من أي مسؤول يستغل منصبه لمصالحه الخاصة.

يجب أن تُعاد الأمور إلى نصابها، وأن يعرف كل مسؤول أن هذه الأموال أمانة في عنقه أمام الله، وأمام هذا الشعب الجريح.
آن الأوان لمصارحة جريئة، تعيد الاعتبار للمعركة الوطنية، وتُعيد الأمانة إلى مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic