مقالات الرأي

يا حلف حضرموت: خنقتم عدن..

فانتظروا غضبها!

بقلم: سالم بامؤمن

بمرارةٍ وأسى، أنقل لكم هذا النبأ المشؤوم: عدن، العاصمة المنكوبة، تتجه نحو ظلامٍ دامس، ليس بسبب عجز الحكومة أو قلة الموارد، بل بسبب قرارٍ مُتعمّدٍ اتخذه حلف قبائل حضرموت بقطع إمدادات الوقود عن محطات الكهرباء.

 

في منتصف الليل، ستلفظ محطة الرئيس آخر أنفاسها، لتُعلن عدن مدينةً مُختنقةً بالظلام، مُلقاةً في أحضانِ ليلٍ قاسٍ لا ترحم فيهِ أزيزُ مولداتٍ مُنهكة، ولا ضوءٌ يخففُ وطأةَ العتمة. لأول مرة في تاريخ هذه المدينة الصابرة، تتخلى الحكومة عن مسؤوليتها، وتتقاعس عن شراء شحنات الديزل والمازوت لمحطات التوليد، لتبقى عدن رهينةَ قرارٍ اتخذه حلفٌ يُدّعي الحرص على مصالحها.

 

وحتى الطاقة الشمسية، تلك البصيصُ من الأمل، لن تستطيع أن تُضيء سماء عدن، لأنها ببساطة لا تعمل إلا بوجود مصدرٍ رئيسيٍّ للطاقة، كمحطة بترومسيلة أو المنصورة، اللتين أصبحتا اليوم ذكرىً حزينة.

يا حلف قبائل حضرموت، هل تدركون حجم الكارثة التي تتسببون بها؟ هل تعلمون أنكم تحكمون على مدينةٍ بأكملها بالشلل التام؟ تُقْفِلُون متاجرَها، تُعطّلون مُستشفياتِها، وتُحيلون حياةَ سكانها إلى جحيمٍ لا يُطاق. هل هذه هي الطريقة التي تُعبّرون بها عن مطالبكم؟ هل هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه عدن من أجل تحقيق مصالحكم؟

إنني، وباسم كل مواطنٍ في عدن، أُحمّل حلف قبائل حضرموت المسؤولية الكاملة عن هذا الظلام، وعن كلّ ما سيترتب عليه من تداعياتٍ خطيرة. أدعوكم إلى التراجع الفوري عن هذا القرار الأحمق، وإعادة ضخّ الوقود إلى محطات الكهرباء قبل فوات الأوان.

واعلموا أن صبر عدن قد نفد، وأن غضبها قادمٌ لا محالة. فالمدينة التي قهرت الظروف القاهرة، لن تستسلم لظلامٍ من صنع أيديكم. انتظروا غضب عدن.. إنه قادمٌ ليُزلزل أركانَ الظلم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic