مقالات الرأي

هل حقق الحلف لحضرموت نصراً ؟!.

بقلم: سالم باوزير

المراقب للأحداث التي قادها حلف قبائل حضرموت بقيادة المقدم عمرو بن حبريش ومن آزره ممن أقتنع بقيادته يدرك أن هؤلاء القوم أدخلوا حضرموت في مغامرة تهدد سلم وأمن المجتمع الحضرمي !؟.

لأنهم فرضوا على حضرموت معركة ليست مستعدة لها :

* فلا الحضارم يملكون القوة العسكرية الضاربة التي تردع عدوهم أو ترد غزو من يريد ثنيهم ويملك كل اسباب القوة !.

* ولا هناك وحدة صف مع باقي المكونات الحضرمية المدنية والقبيلة ولا قبول من قيادات الحلف بمساعي التشاور والتقارب مع غيرهم !.

* ولم تلقى هذه المغامرة أي قبول أو تأييد أقليمي أو دولي لأنها حراك نشاز يصادم تفاهمات تلك الدول لحلول تعالج مشاكل كل مجتمعات البلاد بما فيها حضرموت !.

* وحتى الرأي العام المحلي وبالرغم من أن هذا الحراك كما أعلن أصحابه يستهدف حقوقهم إلا أنه زاد معاناتهم وخسر أعلامه مصداقيته التي لم يثبت صدق ادعاءه في الكثير من القضايا التي روج لها ، وهذا كان له أثر سلبي على تأييد نسبة غير قليلة من عموم المجتمع الحضرمي !.

مغامرة الحلف الجريئة كانت تقود حضرموت لحافة الهاوية ، وأحتمال الصدام ليس مستبعدا ، والعقلاء فقط هم من كانوا يقدرون سوء العواقب بينما تلك القيادات المغامرة لم يهتموا بحال أهلهم لو لاقدر الله وقع المحذور ودخلت حضرموت في حرب أو عن حالها بعد أنتهاء تلك الحربالتي سعوا لها ،،،

كانت حضرموت تسير بخطى متأنية ومتعقلة لأنتزاع حقوقها وأمتلاك قرارها ، وتم الأعلان عن مجلسها الوطني الذي لقي الرعاية والدعم من عاصمة القرار العربي بلاد الحرمين حفطها الله ، ولقي مجلس حضرموت الوطني القبول من المجتمع المحلي والأقليمي والدولي ، وكانت كل أمور حضرموت تسير في الأتجاه الصحيح بمكاسب محققة وبدون خسارة حتى فجأه توقف ذلك المسير ؟!!!.

هذا التوقف كنا نجهل اسبابة حتى وضحت لنا الصورة ؟!.

هذا الشذوذ ومفارقة رفاقه من صاحب الحلف والنية المبيته عنده وهو أحد الأركان المؤسسين لمجلس حضرموت الوطني كان السبب في تعطيل سير المشروع الحضرمي الذي شارف على الأكتمال؟!

فالرجل ( عمرو ) كان طموحه أكبر من مكانته بين أخوانه كفرد من هيئة تأسيس مجلس حضرموت الوطني ، لذلك أنشق وسعى للتفرد بالقيادة وقاد تلك المغامرة بأسم الحلف وبدعوى حقوق حضرموت !!!.

 

واليوم ومع أعلان مجلس الرئاسة خطته لتطبيع الأوضاع في حضرموت فقيادة الحلف التي أقصت المنافسين لها والكثير من النخب من انصاره ظنوا انهم نجحوا في ارغام الرئاسة للأذعان لمطالبهم التي رابطوا في سبيلها على هضبة حضرموت ، ونشوة النصر نلاحظها في أولئك الأتباع والمحسوبين على أعلام الحلف الذين لم يكن همهم الأجنبي ولا الحضارم من اتباع الأحزاب أو دعاة الوحدة أوالجونبة لحضرموت ، وإنما كان همهم الأول رفاق دربهم المنادين للقضية الحضرمية والمطالبين بحقوقها السياسية والسيادية الذين لم يوافقوهم في مغامرة الحلف الجريئة ونصحوا قياداته وطالبوها بوحدة الصف وتصحيح مسار الحلف !!!.

فهل نشوة النصر والتشفي هذه لهم فضل فيها ؟؟؟

 

ربما مغامرة الحلف سرعت في هذا التوقيت بعض الأمور لكن ما يمكن للحلف من تحقيقه الآن ربما كان سيتحقق وبأكبر من هذه المطالب وبدون هذه المعانة للبلاد والعباد لو ترك لمجلس حضرموت الوطني استكمال مسيرته التي سعى قايد الحلف لأجهاضها !!!.

 

وما أعلنه مجلس الرئاسة وفي ظاهره أستجابة لمطالب حلف قبائل حضرموت لكن في الحقيقه هو جنوح المجلس للتهدئة التي تحسب لرئاسة المجلس ويحسب أيضا لمجهولين من رجالات حضرموت وعقلاءها المخلصين لمجتمعهم وأهلهم من داخل حضرموت والمهجر والذين وقفوا موقف صلب وبذلوا الجهود حتى استطاعوا أقناع الرئيس وأعضاء المجلس وبدعم من دول التحالف لعدم الأنجرار لأستفزازات قيادت حلف قبائل حضرموت الذين غامروا بسلم وأمن المجتمع الحضرمي خصوصا أن مطالبهم مشروعة .

 

لو كان حلف قبائل حضروت موحد الصف مع باقي مكونات المجتمع الحضرمي وكان لابد من وقفة صلبة ضد المجلس الرئاسي للقي مؤازرة من كل المجتمع الحضرمي ولأذعن مجلس الرئاسة مرغما لمطالب الشعب الحضرمي بدون مماطلة ولما أحتاج رجال الحلف للمرابطة في الهضبة كل هذا الوقت !!!.

 

واليوم لو تمت تلبية مطالب الحلف وبقيت قيادته على نهجها الذي تحاول فرضه على السلطة وعلى المكونات الأخرى وتحاول قيادة المجتمع الحضرمي به فأن نصرها هذا يعد نصرا تكتيكيا يجير للحلف ولو استفاد بعض المجتمع منه ، لكن مصلحة حضرموت أكبر من هذه المكاسب الوقتية الضيقة ، فحضرموت بحاجة لنصر أستراتيجي تنتزع حقوها السياسية والسيادية ولاتخسر معه الألتزام بالنظام والقانون وينعم كل المجتمع الحضرمي بالسلم والأمن ويتفرغ للتنموية وبنا الأرض والأنسان ، وهذا لن يحققه عمرو لا حلفه ولا جامعه !؟.

مجلس حضرموت الوطني هو المؤهل وهو المضلة لكل المكونات الحضرمية المدنية والقبيلة وهو المقبول محليا وأقليميا ودوليا.

على عقلاء حضرموت استلام زمام المبادرة وأكمال مسيرة المجلس الوطني الحضرمي برجالها الأكفاء بعيدا عن شطحات المغامرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic