مقالات الرأي

أبعاد التحالف التركي الإسرائيلي

بقلم ثابت حسين
‏شهدت العلاقات بين تركيا واسرائيل مراحل من المد والجزر…لكنها كانت تتطور الى الأمام ،وترقى إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.
عند الحديث عن التحالف التركي ـ الاسرائيلي فان البعض يركز على التحالف باعتباره علاقة بين طرفين، وان هدفه يكاد يقتصر على ما يتصل بالعلاقة فيما بينهما، غير ان الامر يتعدى العلاقات الثنائية،ليظهر الاساس في التحالف طابعه الاقليمي، بمعنى ان بنيته واهدافه تشمل كل الدول المحيطة والقريبة من اسرائيل وتركيا، ويمتد ليشمل في الابعد من ذلك الى حيث تتلاقى المصالح التركية ــ الاسرائيلية.
والبعد السياسي لهذا التحالف يكمن في ثلاث نقاط اساسية:
اولا: تأكيد كل من تركيا واسرائيل روابطهما وانتماءهما الى الغرب، سوى من خلال التوجهات التركية التي تؤكد روابط تركيا بأوروبا، او من خلال الانتماء الفعلي الايديولوجي السياسي والبشري للاكثرية اليهودية في اسرائيل الى الغرب.
ثانيا: العلاقات الوثيقة سياسيا وعسكريا التي تربط كل من تركيا واسرائيل بالولايات المتحدة, مما يجعل البلدين كلتيهما في اطار الاستراتيجية الامريكية بصدد الشرق الاوسط اولا وفي الابعد منه ثانيا.
وثالث نقاط البعد السياسي للتحالف الاسرائيلي ــ التركي الاقليمي، يتمثل في تأزم علاقات الطرفين مع دول الجوار الإقليمي، حيث ان عدم الثقة مازال السمة الاساسية لعلاقاتهما مع الجوار العربي والاوروبي.
القبرصية.
ويستند واقع العداء والاختلاف التركي ــ الاسرائيلي مع المحيط الاقليمي الى اطماع اسرائيلية تركية تلخصها الرغبة في سياسة الهيمنة لاحكام القبضة على المنطقة من خلال الاستراتيجية الامريكية التي تلحظ دورا لاسرائيل وتركيا ومن خلال تحالف تقوده واشنطن.
يتطور التعاون المشترك الامني ــ العسكري بين البلدين في مجالات عدة اهمها:
1-القيام بعملية رصد استراتيجي للدول المحيطة بهما،وتشمل عملية الرصد الاستراتيجي منطقة الخليج العربي ودول شمال افريقيا.
2- اقامة قواعد عسكرية مشتركة أو منفردة متعاونة.
الهدف الاساسي للتعاون التركي ــ الاسرائيلي في بعده الاقليمي وان ركز على المصالح المشتركة لطرفيه، فان تلك المصالح ترتبط بسياق عام يجمع المصالح التركية ــ الاسرائيلية مع مصلحة الولايات المتحدة والتي ترسم حدود استراتيجيتها في الشرق الاوسط.
ذروة التعاون والتحالف بين الدولتين الاسرائيلية والتركية كانت خلال السنوات والاشهر الماضية حول التعامل مع الملف السوري ومع كل من إيران وروسيا.
مع ذلك توجد بين الدولتين خلافات ومنافسة قد تصل حدتها الى القطيعة.
ثابت حسين صالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic