دعوة لإنقاذ أشهر وأنزهه عضو برلمان يمني
خاص ـ حضرموت نيوز
في كل أمة، هناك رموز شكلوا ضميرها، وحملوا همومها، ووقفوا بوجه الظلم دون خوف أو تردد. من بين هؤلاء الرموز الوطنية، يبرز اسم البرلماني الثائر والحقوقي النبيل أحمد سيف حاشد، الرجل الذي جعل من قضية اليمن قضيته الأولى، ورفض المساومة على المبادئ أو الخضوع للظلم، مهما كانت التحديات.
صوت الحرية في زمن الصمت منذ دخوله معترك العمل الوطني، تميز أحمد سيف حاشد بمواقفه الشجاعة كعضو في مجلس النواب اليمني، حيث كان صوتًا للحق في وجه القوانين الجائرة والممارسات الظالمة. لم يكن مجرد نائب يؤدي دورًا سياسيًا، بل كان نبض الشعب، مدافعًا عن قضاياهم بصلابة وإيمان، ودفع ثمن مواقفه من صحته وحريته.
كان حاشد أحد أبطال ثورة فبراير الشبابية السلمية، ليس بالهتاف فقط، بل بالعمل الجاد والتضحية التي عرّضته للاعتقال والملاحقة. ومع ذلك، بقي شامخًا في مواجهة القمع، مؤمنًا بأن الحرية تستحق كل شيء. واليوم، يقف هذا الرمز الوطني أمام تحدٍ جديد، معاناة صحية حادة تهدد حياته، وسط تجاهل مؤلم من الجهات المسؤولة.
وفاءٌ محدود وتجاهل واسع في ظل هذه الظروف، برزت أصوات قليلة لدعم أحمد سيف حاشد، أبرزها من توكل كرمان، التي لم تتخلَّ عن زميل النضال، وأظهرت أن الوفاء ليس مجرد شعار، بل التزام أخلاقي وإنساني. لكن السؤال الأكبر يظل: هل يكفي دعم فرد أو قلة لإنقاذ رمز وطني بحجم حاشد؟
الأمة التي تنسى رموزها لا تستحق الحياة أحمد سيف حاشد ليس مجرد اسم أو ذكرى عابرة، بل رمز لمرحلة حافلة بالتضحيات.
الأمة التي تترك رموزها تموت بصمت، تفقد قيمتها وكرامتها. هؤلاء الرموز ليسوا شخصيات عادية، بل أساس تطلعات الشعوب ومصدر إلهامها. تجاهلهم خيانة للقيم التي ناضلوا من أجلها.
دعوة لإنقاذ حاشد وإعادة الاعتبار للرموز الوطنية اليوم، يتوجب على كل يمني حر أن يرفع صوته لإنقاذ أحمد سيف حاشد، وإطلاق حملة وطنية شاملة لإعادة الاعتبار لكل الرموز التي أفنت حياتها في خدمة الوطن. إن لم نفعل ذلك، فلن نخسر فقط شخصيات نبيلة، بل سنخسر جزءًا من إنسانيتنا وهويتنا.
لنسأل أنفسنا: هل نستحق التضحيات التي قدمها أحمد سيف حاشد وكل رمز وطني آخر؟ الإجابة تكمن في أفعالنا الآن، فالتاريخ لا يرحم النسيان، ولن يغفر الخذلان.