تعرية المواقف المتمسكة بإعادة تدوير المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت

خاص – حضرموت نيوز
تصاعدت نشوة انتصار حضرموت ما بعد خروج قوات المنطقة العسكرية الإرهابية الأولى، التي بقيت لعقود جاثمة، على وادي المحافظة، وسط زوابع رياح متقطعة تبرز اليوم من أصوات متباينة مازالت تمارس أحلام اليقظة علانية بالبوح برغبة الإبقاء على الوضع الأمني السابق دون تغيير، في سردية، تثير تساؤلات واسعة داخل المجتمع الحضرمي بشأن خلفيات هذه المواقف الغربية ودوافعها المثيرة.
يرى مراقبون أن دعوات إبقاء الوادي مكشوفاً أمنياً تُعيد إلى الواجهة تسهم في بروز مخاوف حادة لدى الشارع الحضرمي، خصوصاً بعد سنوات شهد خلالها الوادي نشاطاً لعناصر متطرفة وشبكات تهريب كانت تشكّل تهديداً مباشراً للناس وللاستقرار والأمن والسكينة.
وتخشى قطاعات واسعة من أن يؤدي التراخي في استكمال إعادة الانتشار الأمني للقوات الجنوبية والنخبة الحضرمية إلى إعادة إنتاج الظروف نفسها التي عرفها الوادي سابقاً، مع تنامي حدة خطاب الكراهية والتحريض والتخوين المتصاعدة روائحة من مطابخ الإخوان والحوثي وأدواتهم المحلية في حضرموت.
ويتساءل السكان، وخبراء في الشأن المحلي، عن سبب صمت الطرف الإقليمي صاحب النفوذ الأكبر في ملف وادي حضرموت إزاء تزايد التهديدات الإرهابية ضد النخية والقوات الجنوبية وكل من احتفل بتحرير الوادي من مليشيات الحوثي والإخوان معا.
ويعتبر محللين أن هذا الصمت يفتح باب التأويلات حول وجود حسابات سياسية معقّدة، أو رغبة في الإبقاء على توازنات معينة في الوادي، رغم أن ذلك ينعكس سلباً على منظومة الأمن في الجنوب ككل، ويفتح الباب على مصراعيه لعودة العمليات الإرهابية في حضرموت مجدداً.
كما يثير استمرار الدفاع المناطقي عن الشيخ عمرو بن حبريش – رغم اتهامه من القيادات العسكرية والأمنية بالانخراط في تحركات رآها البعض «تمردية» – استغراباً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية، التي سبق أن حذرت من استمرار تحركات بن حبريش منذ أكثر من عام ونصف، وكادت أن تفتح باب صراع داخلي وأهلي في حضرموت، الأمر الذي جعل تساؤل الشارع مشروعاً: ما الذي يدفع بعض القوى للتمسك ببقاء ورقة بن حبريش؟ وإعادة تنشيطها بعد تم تفكيك معسكراته الوهمية وانهيار عناصره عسكريا.
وكان وصول المحافظ سالم أحمد الحنبشي، إلى المكلا قد ارتبط بموقف واضح ضد أي تمرد أو انقسام داخلي، قبل أن يغيّر هذا الموقف بشكل لافت بعد لقاء جمعه بوفد الطرف الإقليمي المؤثر.
هذا التغيير المفاجئ زاد من وتيرة التساؤلات حول طبيعة الضغوط أو التفاهمات التي حدثت خلال اللقاء، وما إذا كان ذلك سينعكس على مستقبل إدارة المحافظة وأمنها الداخلي.
مامن شك أن الشارع الحضرمي كان ينتظر بوادر توحيد الصف وترتيب البيت الداخلي استعداداً لأي تهديدات قادمة، خصوصاً في ظل تصاعد خطر الحوثي.
إلا أن الإشارات الأخيرة – بما في ذلك التصريحات والمواقف المتشددة – أوحت للبعض بأن هناك توجهاً لإبقاء حالة الانقسام، أو حتى التلويح بفتنة حضرمية–حضرمية بدلاً من طيّ صفحة الخلافات.
المشهد في حضرموت، إذا يزداد تعقيداً كلما تأخر الحسم في ملف المنطقة العسكرية الأولى وترتيبات الأمن في الوادي.
وتظل حقيقة الدوافع وراء تمسك بعض الأطراف ببقاء هذه المنطقة على وضعها القديم محل نقاش واسع، ينتظر الحضرميون أن تكشفه الأيام، أو أن يعبّر عنه أصحاب القرار بوضوح أكبر.



