مقالات الرأي

المشهد المحتوم.. قراءة في التطورات الأخيرة بوادي حضرموت

 بقلم: حسين الحبشي

المشهد المحتوم – كما قرأته برؤيتي المتواضعة – بات اليوم أكثر وضوحًا بعد التطورات الأخيرة.

عند توسيع المشهد من بدايته، يتبين أن المجلس الانتقالي الجنوبي اتخذ قرار إطلاق عملية “المستقبل الواعد” لتحرير وادي حضرموت من المنطقة العسكرية الأولى (الشرعية)، وذلك بمعرفة المحافظ سالم الخنبشي قبل قبوله المنصب، وبتنسيق كامل مع الأشقاء في التحالف ومجلس القيادة الرئاسي بما فيهم الرئيس رشاد العليمي.
فالقرار لم يكن وليد اللحظة؛ بل هو نتاج إعداد طويل، وجاء التنفيذ في التوقيت الذي اعتُبر الأنسب.

سبق العملية عمل استخباراتي وإعلامي مدروس من القوات الجنوبية، هدفه تهيئة الشارع الحضرمي وكسب مساحات من الرأي العام، خاصة في ظل وجود مشروع موازٍ للشيخ عمرو بن حبريش وحلف القبائل.
وهنا وجد الانتقالي الفرصة ليؤكد جديّته في “تحرير الوادي” وتمكين أبناء حضرموت من إدارة ملفهم الأمني، بالتنسيق مع قوات درع الوطن، وبما يمهّد لتوسّع مستقبلي باتجاه المهرة.

تساؤلات مطروحة في المشهد: 

لماذا لم يصدر بيان من رئيس مجلس القيادة إلا بعد اكتمال السيطرة؟
لأن المعركة رُسمت مسبقًا وحددت أهدافها بتوافق بين الأشقاء والشرعية والانتقالي، لحسم ملف وادي حضرموت بشكل نهائي.
الجميع كان مستفيدًا:

  • الشرعية تطوي ملفًا عالقًا منذ سنوات.
  • الانتقالي يستعيد جزءًا من حضوره الشعبي بعد تراجعه في حضرموت وعدن.
  • التحالف يعيد تموضع القوى العسكرية بما يخدم الاستقرار.

ولماذا أعلنت بعض القيادات استعدادها للقتال قبل العملية؟
كان ذلك نتيجة ضغوط من الحلفاء على المنطقة العسكرية الأولى بصفتها جزءًا من الشرعية رسميًا.
وكان من الضروري أن تُظهر موقفًا دفاعيًا طبيعيًا قبل اكتمال مشهد التسليم.

ولماذا أدلى عضو مجلس القيادة فرج البحسني بتصريحات تجاه الشيخ عمرو بن حبريش؟
جاء التصريح لردع حلف قبائل حضرموت عن التمدد بطموحات قد تُربك المشهد.
وبعد تدخل الوسطاء، حصل الحلف على حد أدنى من الرضا السياسي وبأقل الخسائر الممكنة.

قراءة ختامية للمشهد

القوات الجنوبية نجحت استخباراتيًا وإعلاميًا في إدارة هذا السيناريو.
أما المنطقة العسكرية الأولى وحلفاؤها فوجدوا أنفسهم أمام معادلة واضحة: “سلّم تسلَم”، وهو ما جرى فعليًا، مع كشف بعض الجهات التي حاولت التحرك ضد الشرعية والانتقالي، الأمر الذي سيسهّل لاحقًا عمليات المداهمة والتطهير إن اقتضت الضرورة.

هذه رؤيتي للمشهد، وقد أصيب وقد أخطئ، لكن المؤكد أن ما حدث يعد منعطفًا مهمًا في مستقبل وادي حضرموت.

ونسأل الله أن يحفظ حضرموت – واديًا وساحلًا – من كل شر وفتنة.

📰 حضرموت نيوز – خاص

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic