المقابلة الأخيرة لبن حبريش
بقلم : عارف النهدي
بعد هذه المقابلة في BBC لا أحد يقول إن بن حبريش مع مشروع الجنوب الاتحادي؛ فأنتم لم تفهموه ولم تفهموا مطالبه. الرجل يقول بوضوح إنه مع إقليم داخل اليمن، والكلام واضح وضوح الشمس. لكن الإشكالية هي: أي يمن يتحدث عنه؟ ما دام يعتبر مناطق الجنوب كلها أعداء له، بينما لا يرى من الشمال سوى أربع مديريات فقط! الناس تجاوزت كل هذه الترتيبات التي ماتت وانتهت منذ زمن.
أما بالنسبة لحديثه عن وجود قبائل جاءت من يافع والضالع لـ“غزو حضرموت”، فالرجل – على ما يبدو – غير متابع، ولا يدري أن هذه القوات تشكّلت بموجب قرارات رسمية وقرارات جمهورية من الرئيس هادي. لم نشاهد شيخًا من مشايخ يافع يتكلم أو يتهجّم على حضرموت أو يحشد أو يتحشّد ضدها، بل شاهدنا العكس؛ من يسمّون أنفسهم مشايخ بحضرموت هم من يفعلون ذلك.
لم أكمل سماع المقابلة لأنها من بدايتها مقابلة غير موفقة، وتفتقد للصدق والسياسة والهدوء والتهدئة. حتى المقدم عمرو – على ما أظن – لا يعرف أن من أصدر أوامر سيطرة النخبة على المواقع وتغيير القوات من مكان إلى آخر، ووصف مجموعات معينة بـ“المتمردين” خصوصًا بعد اقتحامهم للشركات، هو عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني الحمومي ممثل حضرموت، وقد بارك تنصيب الكثيري الذي خلف عمرو برئاسة الحلف.
كذلك، من خرج على التلفزيون ووصف تلك الأعمال بأنها “أعمال غير مقبولة” ونعَتهم بـ“المتمردين” هو قائد المنطقة العسكرية الثانية الحضرمي، والمحافظ الحضرمي أيضًا أصدر أوامر للأمن والقوات بالتصرف معهم. لم نشاهد يافعياً ولا ضالعياً – حتى من القيادات الرسمية والعسكرية ومن ضمنهم وزير الدفاع – تكلم أو أمر بشيء. ليتهم الضالع ويافع وقبائلها بالهجوم بينما الواقع عكس ذلك تمامًا.
هناك هجوم على حضرموت واحتلال مستمر منذ 30 سنة، ولم نرَ يومًا أحدًا منهم يتكلم عنه. قبل فترة حصل هجوم من الشمال ووصلوا إلى العلم يريدون دخول عدن والاحتفال فيها، ولم نسمع اعتراضًا ولا غيره ممن هو بجواره. هذه المقابلة ومثل هذه المواقف تفتقد الحكمة والعقل والسياسة، وتكشف لنا أن من يتبنّاها يفتقد إلى أدنى مواصفات القيادة، وأن قيادتهم لأي مرحلة أو مكوّن ستجلب الوبال لحضرموت.
https://www.facebook.com/share/v/17Vidq5FCQ/?mibextid=wwXIfr



