المنطقة العسكرية الثانية تدين هجوم مجاميع تابعة لعمرو بن حبريش على مواقع حماية الشركات وحقول “بترو مسيلة” في حضرموت

سيئون – المكلا – حضرموت نيوز
هاجمت عناصر مسلّحة تابعة لما يُعرف بـ حلف قبائل عمرو بن حبريش، اليوم السبت، مواقع تابعة لقوات حماية الشركات في شركة بترو مسيلة النفطية بمحافظة حضرموت، وفرضت حصاراً عسكرياً مشدداً على عدد من آبار النفط باستخدام عشرات الأطقم المسلحة، في تطور ميداني وصفته مصادر محلية بأنه “الأخطر منذ سنوات”.
وبحسب مصادر قبلية ومحلية متطابقة، انتشر المسلحون بكثافة في محيط عدد من الآبار النفطية التابعة لقطاع الشركة، وسط حالة توتر شديدة داخل بترو مسيلة التي تُعد إحدى أهم المنشآت الاقتصادية في حضرموت واليمن عموماً.
وذكرت المصادر أنه لم تُسجّل حتى الآن أي اشتباكات مباشرة، غير أن انتشار السلاح بهذا الشكل خلق حالة من الذعر بين العاملين، وأثار مخاوف جدية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مسلّحة.
في المقابل، أصدرت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بيان إدانة وتحذير، أكدت فيه أن مجاميع مسلحة تابعة لعمرو بن حبريش العليي أقدمت صباح اليوم على الاعتداء على بعض المواقع التابعة لقوات حماية الشركات، واقتحام مواقع في شركة بترو مسيلة النفطية، واعتبرت ذلك تصعيداً خطيراً للأوضاع واستهدافاً لإحدى أهم مقدرات الشعب.
وأكدت القيادة أن هذه الاعتداءات والتصرفات “غير المسؤولة”، التي تستهدف وحدات النخبة الحضرمية والمنشآت النفطية في المحافظة، لا تهدد فقط أمن واستقرار حضرموت، بل تنعكس سلباً على الاقتصاد الوطني، وتُظهر – بحسب البيان – “عدم مبالاة بأمن وسلامة الوطن وممتلكات الشعب”، وهو ما وصفته القيادة بأنه أمر خطير لا يمكن السكوت عنه.
ورأت مصادر أمنية أن هذا الهجوم يمثل مؤشراً واضحاً على مستوى التصعيد العسكري من قبل حلف عمرو بن حبريش، محذّرة من أن استمرار هذه التحركات خارج سلطة الدولة قد يجرّ المحافظة إلى مربع الفوضى والاحتراب القبلي والمناطقي، ويهدد بشكل مباشر البنية الأساسية لقطاع النفط والغاز، مع ما يترتب على ذلك من تعطيل للإنتاج وإضرار بالاقتصاد اليمني ككل.
وشددت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في بيانها على أنها، وانطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية والدستورية، ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وأمن ممتلكات الشعب ومكاسبه، وفي مقدمتها منشآت شركة بترو مسيلة وحقول النفط، مؤكدة أنه “سيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه الإضرار بها”.
واختتم البيان بالتأكيد على تحذير الجميع من الاستمرار في هذه التصرفات التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، داعياً في الوقت نفسه إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحل الخلافات بالطرق السلمية، كما دعا جميع المواطنين في حضرموت إلى التكاتف والتعاون مع القوات العسكرية والأمنية للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة وحماية مقدراتها الوطنية.
وفي سياق متصل، عقدت اليوم عدد من المكوّنات والمرجعيات القبلية في حضرموت اجتماعاً قبلياً موسعاً، انتهى إلى الإطاحة بالشيخ عمرو بن حبريش من رئاسة حلف قبائل حضرموت، واختيار الشيخ خالد الكثيري بديلاً عنه، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة إلى رفض القبائل لنهج التصعيد المسلح، وتأكيداً على دعمها لخيارات الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحيوية في المحافظة.



