أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

عودة شهلائي… شمال اليمن في قبضة الحرس الثوري

الرياض – حضرموت نيوز 

أكد الخبير في الشؤون الإيرانية د. نبيل العتوم، أن عودة القيادي الإيراني في الحرس الثوري عبدالرضا شهلائي مجدداً إلى مناطق سيطرة الحوثيين ليست مجرد حدث عابر، بل لحظة تكشف بشكل واضح انتقال إيران من إدارة الملف اليمني خلف الكواليس إلى إدارة مباشرة وعلنية. بعد سنوات حاولت فيها طهران إظهار سيطرتها على الحوثيين على أنها “دعم محدود” لا يمسّ استقلال القرار، أصبحت صنعاء اليوم تحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يمثل تحولًا خطيرًا في المشهد اليمني.

وقال العتوم في مقال صحفي، تأتي هذه العودة في وقت تمر فيه المليشيا بأضعف مراحلها منذ سنوات، بعد فقدان أبرز قياداتها وخلق فراغ قيادي كبير. وأشار: هذا الوضع دفع إيران لإرسال شهلائي، أحد أبرز خبرائها في الصواريخ والمسيرات، لإعادة تنظيم قيادات الحوثيين وترميم قدراتهم العسكرية والأمنية.

رسالة بأن طهران من عودة شهلائي بانها مستعدة للحفاظ على نفوذها بأي ثمن، ولابد من دعم الحكومة اليمنية بطريقة مختلفة عما سبق لمنع تحويل البلاد إلى منصة صراع مفتوحة تؤثر على المنطقة بأسرها

وتابع: وجوده يعني أن القرار لم يعد محليًا فحسب، بل أصبح تحت إشراف مباشر من طهران، ما يجعل أي خطوة سياسية أو عسكرية أو استخبارية مرتبطة بالمليشيا تتأثر مباشرة بالمصالح الإيرانية.

وأضاف: البعد الاستخباري لعودة شهلائي يزيد من خطورة الحدث ويعطيه أبعادًا استراتيجية أوسع. فهو لا يقتصر على إعادة قيادة العمليات العسكرية، بل يمثل تدفقًا مباشرًا للمعلومات والتنسيق الاستراتيجي بين إيران والمليشيا، بما يشمل التخطيط وتنفيذ العمليات النوعية والحساسة، إلى جانب الصاروخية والمراقبة الميدانية.

وأكد على أن قدرة شهلائي على إدارة برامج الصواريخ والمسيرات تعني أن طهران تراقب كل تفاصيل القوة الهجومية للحوثيين، وتتحكم بقدراتهم بشكل مباشر، ما يحول اليمن إلى منصة استخباراتية واستراتيجية تستخدم كورقة ضغط إقليمية ودولية، ويزيد احتمالات التصعيد ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في الأمن البحري والإقليمي.

الحوثيين يواصلون التحدث عن “السيادة الوطنية” بينما الواقع بأن كل قرار عملي في صنعاء يخضع لإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني

وأوضح العتوم، سياسياً واستراتيجياً، تعني هذه الخطوة أن أي جهود للتوصل إلى تسوية سياسية أو تهدئة ستواجه عقبة كبيرة، لأن طهران تستخدم اليمن كمنصة ضغط على المنطقة والعالم. البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن كلها مناطق حساسة قد تشهد تصعيدًا بسبب هذا التحول، خصوصًا بعد تراجع قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات واسعة بفعل نقص الإمدادات والخسائر العسكرية.

وزاد: علاوة على ذلك، تحمل العودة رسالة واضحة بأن إيران تعمل على إعادة تنشيط الملفات الحساسة: الصواريخ، المسيرات، الاقتصاد الموازي، وشبكات التمويل. الهدف ليس فقط إعادة بناء قدرات الحوثيين، بل تحويل اليمن إلى ورقة ضغط قوية على المجتمع الدولي، بعد أن فقدت إيران أهم أوراقها في مناطق أخرى مثل سوريا ولبنان.

وقال: المفارقة الكبرى تكمن في أن الحوثيين يواصلون التحدث عن “السيادة الوطنية”، بينما الواقع يشير إلى أن كل قرار عملي في صنعاء يخضع لإشراف مباشر من الحرس الثوري. هذا التحول يضع اليمن أمام مرحلة جديدة من الصراع، حيث تصبح إدارة القرار خارجياً أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ما يزيد من خطورة أي تصعيد محتمل على الأمن البحري والتجارة الدولية.

وأكد، في النهاية، عودة شهلائي ليست مجرد حركة عسكرية، بل إعلان عن بداية فصل جديد وخطير في اليمن. وهي رسالة بأن طهران مستعدة للحفاظ على نفوذها بأي ثمن، وأن المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير في كيفية ضبط هذا النفوذ، ودعم الحكومة اليمنية بطريقة مختلفة عما سبق لمنع تحويل اليمن إلى منصة صراع مفتوحة تؤثر على المنطقة بأسرها.

عودة شهلائي جاءت  في وقت تمر فيه المليشيا بأضعف مراحلها منذ سنوات بعد فقدان أبرز قياداتها وخلق فراغ قيادي كبير

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic