مقالات الرأي

بين حبائل الضوضاء وفضاء التفكير

بقلم: حسين الحبشي

لماذا كل هذا الضوضاء داخلنا؟
لماذا كل هذا التفكير المرهق والتخيّل الذي يثقل صدورنا، بينما الواقع لا يشبه ما نتخيله أبدًا؟

أجزم أن كل شاب يمني اليوم يحمل في داخله كومة من الضجيج والخوف والصراع النفسي. فلا تقسوا على شبابنا… فشباب الأمس ليسوا كشباب اليوم.
الظروف القاسية صقلت جيلًا مشتت الذهن، منهكًا بالمادة، ممزقًا بين رغبة في إكمال الدراسة، أو الوقوف مع أسرته، أو تكوين بيت وأسرة.

الواقع جعل الشاب لا يثق بأحد…
لا مكوّنات سياسية نافعة، ولا أحزاب مفيدة، ولا وطن قادر على احتضان أحلامه.
يشاهد والده بلا راتب منذ ستة أشهر رغم وجود الإمكانيات…
ويرى المنافق والملتف والمتسلق مرتاحًا، يفتح المشاريع ويعلّق الرتب، بينما الكادح يزداد تعبًا فوق تعب.

ارحموا الشباب…
خذوا بأيديهم، ساعدوهم، فوالله إنها أيام موجعة وأحلام مكسورة.
لكننا لا نزال نراهن على ذاك الشاب الذي يتمسك بالأمل، ويملأ فراغه بالعلم والمعرفة والتطوير الذاتي والدين.
نراهن على الشاب المتربي، صاحب الأخلاق التي تمنعه من الانزلاق رغم الفوضى والقسوة.

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما نُصرت بالشباب”.
فكم من قائد شاب قاد فتحًا وغيّر تاريخًا.

لقد جالست الكثير من الشباب التائه، الضائع، الذي يقتل أوقاته بلا هدف… فأدعو الله لهم بالسلامة.
وكم أشعر بالحسرة على شبابنا المبعثر… وعلى واقعنا المرير.

حسين_الحبشي

https://www.facebook.com/share/1JKREe7Ctb/

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic