أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

 حملة مضادة لخطط “طمس الهوية الحضرمية” وتزييف الوعي

خاص – حضرموت نيوز

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في حضرموت موجة غضب واسعة، عقب تداول منشورات تنتقد ما وصفه ناشطون ومثقفون بـ“محاولات منهجية لطمس الهوية الحضرمية”، سواء عبر الخطاب الإعلامي أو من خلال بعض المناهج الدراسية التي – وفق اتهاماتهم – تعمدت نسب الدور التاريخي للحضارم إلى مسمى “اليمن” بصورة عامة.

المنشور المتداول، الذي لقي رواجا كبيرًا خلال الساعات الماضية، اعتبر أن هناك “تعمّدًا واضحًا” لسرقة اسم حضرموت، ومسخ خصوصيتها الثقافية والتاريخية تحت شعارات مثل “اليمن الواحد” أو “الجنوب”، فيما تُنسب باقي موروثات المناطق الأخرى بدقة إلى محافظاتها الأصلية.
ويشير المنشور إلى أن كثيرًا من المنتجات والموروث الحضرمي – العسل، المندي، السمك، الهجرة الحضرمية – تُطرح في الفضاء العام باعتبارها “يمنية”، في حين تُحافظ مناطق أخرى على خصوصية تراثها دون أن يُسلب منها اسمها أو تاريخها.

وتجمع الآراء التي التقطها رادار حضرموت نيوز على أن هذه الظاهرة ليست مجرد التباس لغوي أو خطأ شائع، بل “نهج قديم وموروث” يهدف إلى إذابة هوية حضرموت في إطار جغرافي آخر، وحرمانها من إبراز دورها الحضاري الممتد لقرون، خصوصًا دور الحضارم في نشر الإسلام والتجارة والعلم في شرق آسيا والسواحل الإفريقية.

باعثمان: الحضارم نشروا الإسلام، في المعمورة ومحاولة تزييف التاريخ مفضوحة

وفي السياق، نشر الكاتب أنور باعثمان مقالًا حادّ اللهجة انتقد فيه ما وصفه بـ“التجاوزات الخطيرة” في بعض المناهج الدراسية، معتبرًا أن نسب الدور التاريخي للحضارم إلى مسمى “اليمنيين” يمثل “تحريفًا لا يمكن السكوت عنه”.

وقال باعثمان إن ما فعله الحضارم في نشر الإسلام إلى ثلث المعمورة موثق في كتب التاريخ العالمية، وإن الأمم والشعوب لا تزال تشهد بأخلاقهم وصدق تجارتهم ودورهم الثقافي والحضاري. وأضاف أن محاولة “سرقة” هذا الدور ونسبته لغير أهله لا يمكن تفسيرها إلا بأنها “سلوك عدائي ومغرض” يهدف إلى طمس هوية حضرموت وتشويه إرثها.

وأشار، إلى صورة متداولة لصفحة من منهج مادة التاريخ – للصف الثامن – اعتبر أنها تقدم معلومات “مضللة” وتختزل الدور الحضرمي في إطار غيره، واصفًا الأمر بأنه “خيانة للأمانة العلمية وتزييف مقصود للوعي الطلابي”.

دعوات لإعادة مراجعة المناهج وتحصين الهوية الحضرمية

وتصدر ناشطون ومثقفون، حضارم دعوات عاجلة لمراجعة المناهج التعليمية بشكل كامل، والوقوف أمام أي محاولات من شأنها “خطف” الدور التاريخي لحضرموت أو دمجه في سياقات سياسية وجغرافية لا تمتّ لواقعها التاريخي بصلة.

وأكدت، هذه الأصوات أن الحفاظ على هوية حضرموت ليس موقفًا مناطقيًا، بل ضرورة لحماية الحقيقة التاريخية والإرث الحضاري الذي أسهم في تشكيل جزء كبير من ملامح العالم الإسلامي في جنوب وشرق آسيا.

حضرموت… هوية راسخة وتاريخ لا يُمحى

ويرى مراقبون أن الجدل القائم يعكس حالة وعي متزايدة لدى المجتمع الحضرمي تجاه قضاياه الثقافية والتاريخية، خصوصًا في ظل ما يعتبره الكثيرون محاولات متكررة لدمج حضرموت قسرًا في هويات أخرى.
وبينما تتواصل الدعوات لتصحيح المناهج وإبراز حقيقة الدور الحضارمي، يؤكد أبناء حضرموت أن هويتهم “ليست مادة قابلة للمحو”، وأن تاريخهم يظل حاضراً مهما حاول البعض “تذويبه أو نسبه لغير أهله”.

هوية حضرموت… بين محاولات الطمس وإصرار أبنائها على الصون

يبقى الجدل قائمًا، لكن المؤكد – كما يردد الكثير من الحضارم – أن حضرموت لم تكن يومًا ذيلًا لأحد، ولن تكون. فهي حضارة متجذّرة، وهوية ضاربة في عمق التاريخ، ودور إنساني وثقافي لا يمكن شطبه بصفحة في منهج أو عبارة في خطاب.

حضرموت ستبقى حضرموت… والهوية لا تُسرق مهما تعددت محاولات التزييف.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic