المركز الثقافي اليمني في القاهرة يحتفل بفوز حميد الرقيمي بجائزة كتارا عن رواية “عمى الذاكرة”

القاهرة – حضرموت نيوز
أقام المركز الثقافي اليمني في القاهرة، أمس، احتفالية بمناسبة فوز الكاتب حميد الرقيمي بجائزة كتارا عن روايته “عمى الذاكرة”، بحضور عدد من الأكاديميين والمثقفين والأدباء، من بينهم د. أشرف أبو السعود، د. نزار غانم، ود. نجيب عسكر.
وفي مستهل الحفل، أكد الإعلامي أ. عمار المعلم، في تقديمه للأمسية، أن الرواية شقّت الصحارى والفيافي لنشر صفحات عن الألم اليمني حتى وصلت إلى مرافئ الجائزة وانتزعتها عن جدارة، بعد أن تم الاحتفال بتوقيعها في المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، واليوم الاحتفال بتتويجها بجائزة كتارا.
وأكد د. أشرف أبو السعود في كلمته أن تتويج الرواية بجائزة كتارا يُعد انتصارًا للكلمة والحرف وترجمةً لهموم شعبٍ بأكمله، مشيرًا إلى قدرة الكاتب حميد الرقيمي على استعادة صفحات الماضي وممارسة “النسيان الحميد” لتحقيق التوازن النفسي والتسلح بالكتابة للتعبير عن الألم والمشاعر.
وأوضح أبو السعود أن الرواية جسّدت كثافة ظلال الحرب على الذاكرة الجمعية، موثّقةً أحداثها بشاعرية عالية، مؤكّدًا أن الحرب في الرواية اتخذت خلفية وجودية رسمت حدود تفتت الذاكرة التي لعبت دورًا بارزًا في مقاومة الحرب وتداعياتها، وأظهرت خطرها كتهديد وجودي للإنسان، وليس مجرد حدث سياسي. وأضاف أن الرواية أسست لسردية ما بعد الصدمة في الأدب اليمني الحديث، بما يحرر الذاكرة من أثقالها.
من جانبه، تحدّث د. نجيب عسكر مباركًا للرقيمي فوزه وتميّزه الذي بلغه، موضحًا أنه قبل سبعة أشهر أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة حفل توقيع ومناقشة رواية عمى الذاكرة، ومنذ ذلك الحين توقّع تتويجها بالجائزة قبل انتقالها من قائمتها الطويلة إلى القصيرة.
وقال عسكر إن الرواية أنعشت الذاكرة عن واقع اليمن المؤلم، وتميّزت بأسلوبها الجميل وسلاسة قلم حميد الرقيمي ورُقيّه وتفرّده بأفكار مستقلة وحِكم نابعة من غزارة ثقافته. كما قرأ عددًا من نصوص الرواية، مبيّنًا كيف حشد الرقيمي الكلمات والأفكار بتدفّق إنساني وصل شواطئه حدود الجائزة، فاستحق أن يُكافأ بالمركز الأول، وبترجمة الرواية إلى اللغتين الإنجليزية والفارسية لتصوّر مأساة اليمنيين وجراحهم أمام مرآة العالم.
أما د. نزار غانم، فقد قال في كلمته إن الرواية عكست الوجع الناجم عن التفكك والحرب التي أنتجت أحداثًا غير مألوفة، وعزّزت لدى البعض مساحات ضعف اليقين الذي يحرم الإنسان من الاستمتاع بالجمال والحياة.
وتحدّث غانم عن أهمية قراءة الصورة من زوايا مختلفة، وعن ضرورة الاشتغال بالعلم والإبداع في فترات الحرب واستقطاب الجمهور النوعي، مشيدًا بمواهب وأقلام قدوتها الكاتب حميد الرقيمي، المتفوّق علميًا، والحامل لرسالة إنسانية عزّزها بنشاطه الاجتماعي ونبوغه الإبداعي المبكر. كما أشار إلى انتقاله من كونه مستضيفًا في البرامج الإذاعية إلى ضيف دائم في القنوات الفضائية، ودوره في رفد النشاط الثقافي للطلاب في السودان، ومنحه عضوية فخرية في جمعية الروائيين السودانيين.
وأضاف غانم أن الرقيمي ساهم في المثاقفة اليمنية السودانية المصرية، محققًا نجاحات لافتة تستحق الحفاظ عليها بكل طاقاته، بعد أن وُلد ليكون دينمو للحركة الثقافية والإنسانية في فكره وقلمه وكلمته. وأكد أن كل تجمع ثقافي يخلق آفاقًا للعدوى الإبداعية والتأزر نحو مزيد من الإبداع والتكامل.
وفي ختام الحفل، تحدث الكاتب حميد الرقيمي عن أثر الجائزة في مسيرته الأدبية، مؤكدًا أنها ستفتح أمامه مسارات جديدة للانطلاق نحو تحديات جديدة تعزز شغفه بالكتابة ونهمه للإبداع.
وأوضح الرقيمي أن جائزة كتارا أعادت توهّج الأدب اليمني، وأنها ستُمهّد لظهور مبدعين يمنيين جدد في مختلف المجالات الثقافية والأدبية.
وأكد الرقيمي حرصه الدائم في كتاباته على تأصيل قيم الوطنية والحرية والانتماء لليمن أرضًا وتاريخًا وحضارة، مع الإضاءة على الزوايا المشرقة في حاضر اليمن وغده ومستقبله.
واختُتم الحفل بوصلة فنية وطربية قدّمها الموسيقار أ. محمد وحيد والفنان الشاب المبدع سلمان الحجوري، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والفرح بهذا الإنجاز الأدبي اليمني.
المزيد من الصور على الرابط:
https://www.facebook.com/share/p/1BYmKv3MaV/



