أهم الاخبارمنوعات

بن بريك يؤكد التزام اليمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة في مؤتمر القمة العالمي للتنمية

الدوحة – حضرموت نيوز

أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، التزام الجمهورية اليمنية بمبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص والتمكين الاقتصادي، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق النمو الشامل والمستدام.

جاء ذلك خلال كلمة دولة رئيس الوزراء في افتتاح مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وممثلين عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني والخبراء.

وفي مستهل كلمته، توجه بن بريك بخالص الشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة، أميرًا وحكومةً وشعبًا، على استضافة هذه القمة المهمة، وما تبذله من جهود لتعزيز التعاون الدولي من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.
وأشار إلى تعاظم التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وما يتطلبه ذلك من توحيد الجهود وتجديد الالتزام بأهداف التنمية المستدامة وتعزيز التكامل بين السياسات الاقتصادية والاجتماعية لضمان مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا للإنسان في كل مكان.

وقال بن بريك:

“إن التنمية الاجتماعية استثمار في الإنسان باعتباره أساس التنمية وغايتها، ومن هذا المنطلق، تؤكد الجمهورية اليمنية التزامها بمبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص والتمكين الاقتصادي، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق النمو الشامل والمستدام.”

وتطرق رئيس الوزراء إلى المعركة المعقدة التي يخوضها اليمن لإعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس العدالة والمواطنة والمساواة، رغم استمرار الصراع الذي تسببت فيه مليشيات خارجة عن القانون انقلبت على السلطة الشرعية، تاركة آثارًا عميقة على البنية الاقتصادية والاجتماعية، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة وتضررت منظومة الخدمات الأساسية، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعليم والصحة والحماية الاجتماعية.

وأكد أن الحكومة اليمنية، ورغم هذه التحديات الصعبة، تعمل بدعم من شركائها الإقليميين والدوليين على تنفيذ خطة للتعافي تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي والانطلاق نحو التنمية المستدامة، وتحسين مستوى الخدمات العامة وضمان وصولها إلى جميع المواطنين دون تمييز، إضافة إلى تمكين الشباب والمرأة في سوق العمل وفي مؤسسات الدولة، وتنظيم العلاقة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية، وتكريس مبدأ اللامركزية الإدارية مع الحفاظ على وحدة القرار المالي والاقتصادي، وتمكين القطاع الخاص كشريك أساسي في جهود التعافي وإعادة البناء.

وشدد بن بريك على اهتمام الحكومة بإعادة بناء منظومة الحماية الاجتماعية وتوسيع شبكات الأمان الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفًا، بالتعاون مع شركائها في الأمم المتحدة والبنك الدولي والمانحين.

وأشار إلى أن الحكومة ماضية في مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية والمؤسسية، وفي مقدمتها الحفاظ على استقرار العملة الوطنية، وتحسين الإيرادات المحلية، ومعالجة الاختلالات الإدارية، وحماية الفئات الأشد ضعفًا.
وأكد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لدعم جهود الحكومة لتجاوز آثار الحرب والعودة إلى مسار التنمية، وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي المنشود.

كما جدد دولة رئيس الوزراء الدعوة إلى تخفيف أعباء الديون عن البلدان الأقل نموًا، وزيادة المساعدات الإنمائية الرسمية، وتوجيهها بما يتماشى مع الخطط الوطنية للتنمية، وبما يعزز قدرتها على تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 وتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
وأكد التزام اليمن بروح إعلان الدوحة السياسي ومبادئ إعلان كوبنهاغن، وإيمانه العميق بأن طريق السلام والاستقرار الدائم يمر عبر التنمية الاجتماعية الشاملة والعادلة.

وقال:

“نحن على قناعة بأن التضامن الدولي والمسؤولية المشتركة والعمل الجماعي هي السبيل لتحويل الأزمات إلى فرص والمعاناة إلى أمل، وبناء مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا وكرامة لأجيالنا القادمة.”

وفي ختام كلمته، عبّر بن بريك عن ثقته بأن تمثل هذه القمة فرصة لتجديد الالتزام الجماعي نحو مستقبل يقوم على التنمية العادلة والسلام والكرامة الإنسانية، والتطلع إلى شراكة فاعلة تسهم في بناء يمن آمن ومستقر ومزدهر يكون جزءًا فاعلًا في محيطه الإقليمي والدولي.

وتستمر أعمال القمة، التي تُنظمها الأمم المتحدة بالتعاون مع دولة قطر على مدى ثلاثة أيام، بهدف إحياء الرؤية العالمية للتنمية الاجتماعية الشاملة التي أُطلقت قبل ثلاثة عقود في قمة كوبنهاغن عام 1995، من خلال تقييم التقدم المحرز ومعالجة الفجوات المستمرة ورسم مسار جديد لتحقيق التنمية.

شارك في الافتتاح وزراء التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب، والشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد الزعوري، ومدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور علي عطبوش، ومندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic