أبرز المشاريع التنموية التي دشّنها انتقالي وادي حضرموت و السلطة المحلية بتمويل إماراتي

مدودة – حضرموت نيوز
شهدت منطقة مدودة بمديرية سيئون، اليوم الأربعاء، حدثاً تنموياً بارزاً مع تدشين العمل في مجموعة من المشاريع الخدمية، بتمويل كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بحضور رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، الأستاذ محمد عبدالملك الزبيدي، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، الأستاذ عامر سعيد العامري، وعدد من القيادات المحلية والاجتماعية.
تفاصيل المشاريع
المشاريع التي انطلق العمل فيها تأتي لتغطية احتياجات أساسية في البنية التحتية والخدمات، وتشمل:
• إنشاء جسر مدودة الرابط بين مدينة سيئون والمناطق الشمالية الشرقية، وهو مشروع استراتيجي من شأنه تسهيل تنقل المواطنين وتنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية.
• بناء فصول جديدة للمدرسة الابتدائية للبنين مع مرافقها، بما يتيح استيعاب أكبر عدد من الطلاب ويوفر بيئة تعليمية أكثر ملاءمة.
• استكمال الدور الثاني للوحدة الصحية بمدودة، لتعزيز الطاقة الاستيعابية للمرفق الطبي وتوفير خدمات علاجية أفضل للأهالي.
• حفر بئر مياه شرب وربطها بمشروع مياه مدودة، لتأمين مصدر مستدام للمياه الصالحة للشرب، والتخفيف من معاناة السكان مع شح المياه.
تصريحات ومواقف
أكد الزبيدي أن هذه المشاريع تمثل امتداداً للدور الإنساني والتنموي الذي دأبت الإمارات على القيام به في حضرموت والجنوب منذ سنوات، مشيراً إلى أن أثرها سيمس حياة المواطنين بشكل مباشر من خلال تحسين الخدمات وتقليل الأعباء المعيشية.
من جانبه، ثمّن الوكيل العامري هذا الدعم، مؤكداً أن السلطة المحلية ستعمل على تذليل الصعوبات أمام فرق العمل وتسريع إنجاز المشاريع وفق الخطة الزمنية المحددة. كما قدم المهندس عرم عرضاً فنياً للمراحل التنفيذية، مبيناً أن المشاريع وضعت ضمن رؤية متكاملة تلبي احتياجات المجتمع المحلي.
خلفية: الدور الإماراتي في حضرموت
لم تكن هذه المشاريع حدثاً معزولاً، بل تأتي في سياق متصل لدور استراتيجي للإمارات في حضرموت خاصة، والجنوب عامة. فمنذ عام 2015، تولت الإمارات أدواراً محورية في:
• دعم القطاع الأمني عبر تدريب وتجهيز قوات النخبة الحضرمية، التي حققت إنجازات نوعية أبرزها تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب.
• المشاريع الإنسانية والإغاثية التي استهدفت مئات الأسر في حضرموت، خصوصاً في أوقات الأزمات الإنسانية.
• المبادرات التنموية التي ركزت على قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، بما يسهم في بناء مقومات استقرار طويلة الأمد.
ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المشاريع التنموية يعكس رؤية الإمارات في دعم الاستقرار المجتمعي عبر الاستثمار في الخدمات الأساسية، وعدم الاكتفاء بالدعم العسكري أو الأمني، وهو ما يمنح تدخلاتها بعداً استراتيجياً متكاملاً.
دلالات التدشين
يمثل تدشين هذه المشاريع في سيئون – التي تعاني من تراجع ملحوظ في الخدمات الأساسية خلال السنوات الماضية – خطوة عملية لإعادة الثقة بين المواطن والسلطات المحلية من جهة، ولتعزيز حضور المشاريع الإماراتية في وادي حضرموت من جهة أخرى، خاصة في ظل حاجة ماسة للبنية التحتية.
كما يعكس الحدث حجم التعاون بين المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية في الوادي، حيث جمع التدشين مسؤولين من الجانبين، ما يعطي انطباعاً بأن خدمة المواطنين باتت نقطة التقاء تتجاوز الحسابات السياسية.
حضور وتفاعل
حضر التدشين نائب رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة، الشيخ كرامة بن الصقير الكثيري، ورئيس تنفيذية انتقالي سيئون عبدالرحمن الجفري، ومدير عام مديرية سيئون خالد بلفاس، ورئيس تنفيذية انتقالي شبام علي قاسم بن طالب، وعدد من الشخصيات الاجتماعية ومديري الإدارات، وهو ما أضفى زخماً شعبياً ورسمياً على الحدث.
خلاصة
إن المشاريع التي دشّنت اليوم في مدودة ليست مجرد بنية تحتية جديدة، بل هي رسالة بأن التنمية قادرة على أن تكون مدخلاً للاستقرار. كما أن الدور الإماراتي في حضرموت، الممتد بين الدعم الأمني والإنساني والتنموي، يؤكد أن حضرموت تحظى بأولوية خاصة، وأن رهان المواطن على هذه المشاريع سيظل قائماً طالما وجد التنفيذ الجاد والرقابة الفاعلة لضمان استدامة الإنجازات.