أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

الخفايا الكاملة لتنصل حلف قبائل بن حبريش عن تعهداته للجنة المجتمعية

خاص – حضرموت نيوز 

في مقابلة تلفزيونية في قناة المكلا بُثّت مؤخرًا، خرج رئيس اللجنة المجتمعية في حضرموت أ. سالم بن الشيخ أبوبكر عن صمته كاشفًا تفاصيل حساسة حول التوترات التي شهدتها المحافظة خلال الأسابيع الماضية، بعد تنصل الشيخ عمرو بن حبريش عن تعهداته للجنة بالسماح لقاطرات الوقود بالتدفق الى محطات كهرباء ساحل حضرموت. المقابلة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتشابك الأزمات الداخلية مع الحسابات الإقليمية، لتجعل من حضرموت ساحة اختبار لوحدة الصف الجنوبي وصلابة الموقف الحضرمي، في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

خلفيات الأزمة: صراع موارد أم صراع نفوذ؟

أوضح بن الشيخ أبو بكر أن ما يجري في حضرموت ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات لسنوات طويلة. وأكد أن ملف الوقود والنقل، وعلى رأسه تجارة الديزل، يمثل أبرز أسباب الأزمة، بعدما تحوّل إلى مصدر ثراء ونفوذ لأطراف معينة، ويقصد ضمنيا حلف قبائل حضرموت.
وبحسب حديثه، فإن هذه الأطراف لم تضع مصلحة حضرموت وأمنها في الاعتبار، بل رسخت حالة من الاحتكار والاستغلال التي انعكست مباشرة على حياة الناس ومعيشتهم اليومية.

الشرارة الأخيرة: احتكاكات على الموارد

أشار بن الشيخ أبو بكر إلى أن المواجهات التي اندلعت مؤخرًا بين قوى محلية وقبلية، لم يسمها، جاءت نتيجة محاولات السيطرة على مواقع النفوذ المرتبطة بتوزيع الموارد الحيوية. ورغم أن هذه الصدامات بدت محلية في ظاهرها، إلا أنها تحمل أبعادًا أوسع، إذ يفتح أي خلل في إدارة الموارد الباب أمام تدخلات خارجية تستثمر في الانقسام الداخلي.
وأكد أن القوى التي أشعلت التوترات، ممثلة بحلف القبائل لا تمثل حقيقة المجتمع الحضرمي، بل تسعى وراء مكاسب ضيقة على حساب استقرار المنطقة.

اللجنة المجتمعية: بين الوساطة وحماية المواطنين

شدّد بن الشيخ أبو بكر على الدور الذي قامت به لجنته منذ اللحظة الأولى، بالتحرك بين الأطراف المتنازعة للحيلولة دون انزلاق الوضع نحو مواجهات دامية. الهدف الأساس، بحسب قوله، كان حماية المواطنين من أن يتحولوا إلى ضحايا صراع نفوذ لا شأن لهم به.
وأضاف أن اللجنة تعمل على احتواء الأزمة عبر آليات الحوار المباشر مع القيادات المحلية، وفتح قنوات تواصل تمنع أي تصعيد إضافي.

الأجندات الخفية: خلط الأوراق وتشتيت الصف

كشف بن الشيخ أبو بكر عن وجود أطراف محلية وخارجية تسعى لإشعال الصراعات في حضرموت، بهدف إضعاف الموقف الجنوبي وتشتيت وحدة الصف. وأكد أن هذه القوى ويقصد حلف القبائل، تستغل كل شرارة صغيرة لتوسيعها وتحويلها إلى أزمة أكبر.
وأضاف أن الهدف من هذه التحركات هو إبقاء حضرموت في حالة توتر دائم، ومنعها من لعب دورها المحوري في المشروع الوطني، الذي يمثل اليوم ركيزة أساسية في مستقبل الجنوب.

رسائل طمأنة للمجتمع

رئيس بن الشيخ أبو بكر أرسل رسائل طمأنة واضحة، مؤكدًا أن أبناء حضرموت يتمتعون بوعي وصلابة كافية لتجاوز المرحلة الراهنة. وأشار إلى أن ما حدث سيبقى في إطاره المحدود، في ظل الجهود المتواصلة لحماية السلم الأهلي وتعزيز الاستقرار.
وشدد على أن اللجنة تضع أولويات الناس اليومية في صدارة اهتماماتها، من أمن وخدمات ومعيشة، وأنها لن تسمح بتحويل حضرموت إلى ضحية لصراعات النفوذ أو الحسابات الإقليمية.

المستقبل: إصلاحات وشفافية

في ختام المقابلة، دعا بن الشيخ أبو بكر،  إلى اعتماد سياسات أكثر شفافية في إدارة الموارد، بما يضمن تقديم المصلحة العامة على أي مصالح فردية أو فئوية.
وأكد أن أبناء حضرموت يستحقون إدارة عادلة ومنصفة لثرواتهم، وأن الإصلاحات الحقيقية يجب أن تركز على استعادة حقوقهم وضمان مشاركتهم الفاعلة في صياغة مستقبلهم، ضمن المشروع الجنوبي الأكبر.
وشدد على أن حضرموت لن تكون مجرد تابع، بل شريك أساسي في أي معادلة سياسية قادمة.

المقابلة ادارت الزوايا على المشهد الحضرمي من أكثر من جهة، مؤكدة أن ما يجري في وادي حضرموت يتجاوز كونه نزاعًا محليًا، ليعكس صراعًا طويلًا على الموارد والنفوذ، اشعله حلف قبائل بن حبريش، وعزز تناقضاته التي يتقاطع فيها المحلي مع الإقليمي.. غير أنها أبرزت أيضًا قدرة أبناء حضرموت على التماسك وتجاوز الأزمات، متى ما توفرت الإرادة الصادقة والرؤية الموحدة.

المقابلة كاملة على الرابط..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic