“سيستم” إدارة الجوازات في ساحل حضرموت: تحت مجهر بلكديش أثناء الدوام وبعده

خاص – حضرموت نيوز

قص ناشط حضرمي، أبرز المواقف التي صادفته أثناء زيارته مصلحة الهجرة والجوازات بالمكلا لتكليف.

وأكد عبدالله العساني في منشور في صفحته في الفيسبوك، التقطه رادار حضرموت نيوز:

رأيت مشهد تختلط فيه المعاناة مع تحمل المسؤولية، كانت هناك مشكلة، تكمن في شح الورق المخصص لطباعة الجوازات، والذي سبب عدم إنجاز كل المعاملات، باستنثاء حالات طارئة لا تحتمل التأخير مثل السفر والمرض والدارسة.

وبين الجموع التقيت بمواطن جاء من أحد مناطق حضرموت، يريد قطع جواز، فسألني هل لك معرفة بسمسار ينجز لي المعاملة لقاء زيادة في الرسوم -تهذيب اللفظه- فأجبته بالحق، لا علم لي، ثم افترقنا وعدت بعد ساعتين فوجدته، فسألته عن ما فعل، فقال لم يتعاونوا معي، فمعاملتي غير مستعجلة، وقد آجلت حتى تصل أوراق الطباعة من الرياض، وقال لكنني تواصلت مع موظف في محافظة مجاورة -…..- قال `سيقضي معاملتي في يوم واحد فقط، مقابل مئة وخمسين ريال سعودي.`

عندها أردت أن اجرب بنفسي هل النظام على الكل، فصرحت لبعض الموظفين بأنني زميل عسكري، وألتمس منهم العون بأي مقابل ، فجاءني الجواب صريح واضح ، النظام محكم وشروط مسجله، والسستم لا يسمح بالتجاوز، والمدير يتابع أدق التفاصيل بنفسه، حتى بعد انتهاء الدوام، يراجع المعاملات، ومن يثبت تورطه وتمرير معاملة مخالفة وسمسرة يفصل مباشرة.

حينها فقط أدركت صدق ما يروى عن العميد فهمي بلكديش، وتبينت أن ما يقال عنه من مواقف إنما كانت الحق بعينه، فقد رأيته يخرج بنفسه إلى المواطنين يقابلهم عند البوابه وفي الخارج، يخاطبهم بنفسه، يشرح لهم العلة، ويبدي امتعاضه من واقع فرض عليهم من عالي، وقال حرفياً للمواطنين، نحن اشد ضيق منكم لأننا في موقف لا نستطيع إنجاز معاملات الجميع بسبب عدم وجود أوراق طباعة وما لدينا هو للضرورة القصوى.

وبالحق أقول إننا نعيش زمن قل فيه الرجال الذين يحملون المناصب بصدق وأمانة مثل العميد فهمي بلكديش، ومن امثاله واجب أن نرفع له التحية، وأن نشهد بما رأينا من نزاهته ومواقفه ، ويحق لحضرموت أن تفتخر بمسؤول يقف على رأس عمله بهذا الصفاء والجهد، والوطن بشكل عام بحاجة إلى مسؤولين مثله، يرد للناس ثقتهم بالقيادة.