حضرموت تطلق خارطة طريق للتنمية 2025-2029: قاطرة جديدة للاقتصاد الوطني

خاص – حضرموت نيوز
في حدثٍ وُصف بالمفصلي في مسار التنمية اليمنية، دشّنت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت اليوم في مدينة المكلا “الخطة التنموية الاقتصادية والاجتماعية للفترة 2025-2029″، برعاية رئيس الوزراء الأستاذ سالم صالح بن بريك، ومحافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، وبدعم من الأمم المتحدة وشركاء التنمية الدوليين.
رؤية شاملة لمستقبل حضرموت
الخطة تمثل انتقالًا نوعيًا من مرحلة الإغاثة الإنسانية إلى التنمية المستدامة، وتُعد نموذجًا يُحتذى به لبقية المحافظات اليمنية، حيث تهدف إلى تعزيز البنية التحتية، دعم القطاعات الإنتاجية، تمكين المرأة والشباب، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي.
وأكد بن بريك، أن اختيار حضرموت لإطلاق الخطة يعود لمكانتها الاستراتيجية كجسر للتواصل بين اليمن والإقليم والعالم، مشددًا على أن نجاح الخطة مرهون بتكاتف الحكومة والسلطة المحلية والقطاع الخاص بدعم من المجتمع الدولي.
محاور أساسية للتنمية
تستند الخارطة إلى أربع ركائز رئيسية:
- الحوكمة والإدارة الرشيدة لضمان كفاءة الإدارة وشفافيتها.
- تعزيز الأمن والسلام كبيئة حاضنة للتنمية.
- الخدمات الأساسية والاجتماعية المتكاملة كالصحة والتعليم والمياه والكهرباء.
- النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل عبر استثمار موارد حضرموت الواعدة.
التزامات حكومية ودعم دولي
أعلن بن بريك التزام الحكومة بتوفير التسهيلات اللازمة لتطبيق الخطة، كما كشف عن التحضير لإطلاق “المؤتمر الوطني للطاقة” في نوفمبر المقبل لوضع حلول جذرية لمشكلة الكهرباء.
بدوره، أكد بن ماضي، أن الخطة وُضعت وفق منهجية علمية تشاركية مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، معتبراً إياها نقطة تحول ستجعل من حضرموت “قاطرة التنمية في اليمن”.
وحظيت بنود الخطة بتأكيد السعودية والإمارات والأمم المتحدة ودول أخرى (الصين واليابان) على استمرار دعم مشاريع البنية التحتية والخدمات الحيوية، بما يسهم في تعزيز الاستقرار المعيشي ودفع عجلة التنمية.
حضرموت.. مقومات للنهوض
تُعد حضرموت أكبر محافظات اليمن مساحة (193 ألف كم²) وتشكل 30% من إجمالي مساحة البلاد، ويقطنها أكثر من 2.5 مليون نسمة. وتمتلك المحافظة تنوعًا جغرافيًا وموارد طبيعية واقتصادية تجعلها مؤهلة لتكون رائدة التنمية في اليمن، رغم التحديات التي خلفها الصراع الممتد وتزايد أعداد النازحين والعائدين إلى الوطن.
نحو نموذج وطني
الخطة التنموية لحضرموت ليست مجرد برنامج مرحلي، بل خارطة طريق تجسد طموحات المجتمع وتضع أسسًا عملية لتحويل التحديات إلى فرص، لتصبح المحافظة نموذجًا وطنيًا في التنمية المستدامة، ورافعة أساسية لاقتصاد اليمن ومستقبله.