مقالات الرأي

مُدمّر اليمن ومُضيّع اليمنيين8

بقلم: محمد أحمد بالفخر

استمراراً للمقالات السبعة الماضية التي تحدثت فيها عن الآفة العظيمة التي تعصف باليمن ولم تترك بيتاً إلاّ ووصلت إليه بشكلٍ أو بآخر،

ولهذا أصبح معظم المتعاطين لها يعيشون حالة إدمان فظيع لا يمكن التخلص منه إلا بإمكانيات علاجية كبيرة ومن لم يصدّق حكاية الإدمان فعليه مشاهدة المقاطع التي وصلت هذا الأسبوع من أحد الأسواق في عدن ويرى بأم عينيه كيفية التدافع الكبير على باعة القات بعد أن حُرِمُوا منه لمدة يومين نتيجة عدم وصوله إليهم بعد أن قطعت السيول الجارفة كل الطرق،

فتلك الجموع التي تدافعت بذلك الشكل الفظيع على باعة القات وربما أن بعضهم صرف كل ما يملك وحرَم أسرته من أساسيات ضرورية كانوا في أمس الحاجة إليها،

فإن لم يكن ذلك المنظر هو نتيجة الإدمان فكيف هو الإدمان إذن؟!

ومن تفاعل الاخوة الأكارم مع كتاباتي المتواضعة جاءتني رسالة صوتية من أحد رجال حضرموت

قال فيها:

لن ينهض اليمن طالما هذه الشجرة الخبيثة موجودة فهي دمارٌ للأخلاق والقيم والاقتصاد والوقت ودمار لكل شيءٍ جميلٍ في اليمن،

القات هو العلة الحقيقية وهو السرطان الذي ينهش في جسم الامة اليمنية، حتى شكل الانسان يتغير مع كثرة التخزين وبإمكانك أن تميّز ملامحه قبل التخزين شكل وبعد التخزين تجده شكلاً آخر،

وهذا يدل على أن القات يُحدث تغييرات فسيولوجية على كل جسم الانسان فترى وجهه مظلم مشتت غريب الشكل وهذا يتضح لكل عين بصيرة ولكن لأن الأغلبية يتعاطون القات فهم لا يميزون هذا التغيير في أشكالهم، فهو يؤثر على صحتهم بشكل عام داخلياً وخارجياً، فمعظم الحالات المرضية تجد أن القات سبباً رئيسياً لها،

القات كارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذكر معلومة بسيطة عن الخطر الاقتصادي الذي تسببه هذه الشجرة الخبيثة على الفرد والمجتمع،

فقال: لقد عملت بحثاً عن مبيعات القات في حضرموت فوجدت انها تقارب مليار وثمانمائة مليون ريال يمني يومياً فيتم تحويلها إلى صنعاء عبر الصرّافين في نفس اليوم الى عملة صعبة وبالتالي هذا جزء من التلاعب بقيمة الريال اليمني المفقودة وسبب من أسباب انهياره،

هذا المبلغ يتم اتلافه في أفواه المتعاطين بشكل يومي في فترة وجيزة من بعد الظهر إلى المغرب ويتحوّل إلى قاذورات يخرجها من فمه تساهم في إشاعة الوساخة في كل ما حوله أو تدوسها الأقدام،

أين العقول البصيرة؟

فلك أن تتخيل منظر المخزنين في سياراتهم في الشوارع عندما ينتهي من التخزين يخرج كل ما حشاه في شدقه ويلقي به في الشارع ويغسل فمه ليتمضمض فيزيد الشارع اتساخاً إضافة الى ما يلقيه فيه من قوارير المياه الفارغة وأكياس البلاستيك المدمرة للبيئة، أروني ما هو المنظر الجميل في كل ما ذكر، مأساة بكل ما تحملها الكلمة من معنى،

 

وقال الأستاذ ايضاً أن كثير من المخزنين ينفقون على القات أكثر من دخلهم فمن أين يأتون بالفارق؟!

 

كذلك انتشار القات في الفئات العمرية الصغيرة فقال شفت أطفال دون الثانية عشرة يخزنون ضمن شلل غير مريحة وقد ترافق جلسات القات ممارسات مشينة وتعاطي ما هو أشد ضرراً وفتكاً،

 

وإذا قلنا إن مبيعات القات يومياً تستنزف ما يقارب المليارين فهناك مستلزمات مصاحبة يتم شراءها كالسجائر والماء والمشروبات الغازية ومشروبات أخرى يحتاجها بعض كبار القوم مثل الشاي المقطّر!

 

وهو مشروبٌ لدى الأشراف مًعروفٌ ومنكر

 

يجعلُ الديكَ حماراً وبياض العين أحمر

 

فكل ذلك استنزاف آخر للأموال والله المستعان،

 

هذه المليارين من حضرموت ومثلها من عدن ومثلها من بقية المحافظات المحررة كل ذلك تعزيز لإيرادات وجبهة الجهة المسيطرة على بقية المحافظات الأخرى،

 

ألا يستحق الأمر وقفة تأمل من مجلس القيادة ومن حكومة الأستاذ سالم بن بريك بدلاً من إيقاعه بمتابعة فقاعات ستتلاشى تلقائياً وبدون ضجيج إذا تم التفاعل بما هو أهم،

 

وسأختم ببعض الاحصائيات التي أرسلها لي الأستاذ محمد الجفري التي توضح حجم المصيبة من تناول القات،

1حجم الانفاق السنوي على القات مئات المليارات.

2 الوقت المهدر بسبب تناول القات أكثر من20 مليون ساعة يومياً.

3 كمية الماء المستهلك في زراعة القات 850مليون متر مكعب سنوياً من المياه الجوفية ثلاثة أضعاف كمية مياه الشرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic