حضرموت بين مطرقة الشعارات وسندان الفوضى

بقلم: سالم بامؤمن
حضرموت تعبت من الدوامة. كلما لاح أمل بانفراج، خرجت أصوات تعيدها إلى مربع الفوضى. والملفت أن هذه الأصوات لا تعيش إلا على ضجيج المشاكل، لأن هدوء الناس واستقرارهم يعني نهاية نفوذها.
مشروع شخصي
الغريب أن اسم حضرموت صار مطيّة لكل مشروع شخصي. مرة يُرفع شعار الحقوق، ومرة تُستحضر القبيلة، وأحيانًا يُستدعى الغرباء ليُقال إنهم “حماة الديار”
عمرو بن حبريش مثال حي لهذا المشهد؛ خطاباته ظاهرها الدفاع عن الحقوق، وباطنها سعي محموم للبقاء في الواجهة. يستخدم القبائل حينًا، ويستعين بوجوه دخيلة حينًا آخر، ليظل حاضرًا على حساب استقرار المحافظة.
النفط.. ثروة تتحول إلى غنيمة
ما يحصل في طرقات حضرموت اليوم مشهد مؤسف: شاحنات النفط تتحول إلى “محلات متنقلة” للجباية. نقاط تفتيش لا تراقب أمنًا ولا تحمي طريقًا، بل تتحول إلى خزائن خاصة، تُباع فيها براميل البترول وكأنها إرث عائلي. المواطن البسيط هو الضحية، يشتري مشتقات غالية الثمن بينما خير بلاده يتبخر في السوق السوداء.
حضرموت.. اسم للتفريق لا للتوحيد
الأخطر من نهب الثروة هو المتاجرة بالهوية. اسم حضرموت الذي يفترض أن يكون مظلة جامعة، صار يُستعمل كأداة لتأجيج الخلافات القبلية، وزرع الكراهية بين أبناء الأرض الواحدة. بدل أن يكون الشعار لبناء مستقبل، صار عنوانًا لمشاريع ضيقة، وبعضها مدعوم من قوى لا تريد الخير للبلاد.