محافظ حضرموت: الوضع المعيشي صعب ونتصدى لتدخلات القاعدة والحوثي

متابعات – حضرموت نيوز
شهدت محافظة حضرموت، شرقي اليمن، الغنية بالنفط، في الفترة الأخيرة احتجاجات شعبية واسعة على تدهور الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، إذ تعاني المحافظة الأكبر مساحة في البلاد من انقطاعات متكررة ولساعات طويلة جراء شح الوقود المخصص لمحطات التوليد.
وتأتي هذه التطورات في ظل وضع سياسي وعسكري متوتر تعيشه المحافظة منذ أكثر من عام، بعد أن سيطر “حلف قبائل حضرموت” على بعض آبار النفط، واستحدث نقاطاً مسلحة على الطرق الرئيسة ومداخل المدن، فارضاً شروطه على مجلس القيادة اليمني بجعل مكون “مؤتمر حضرموت الجامع” ممثلاً رسمياً للمحافظة، كما يمنع تزويد مناطق الساحل بالمشتقات النفطية للضغط على السلطات، وهو ما فاقم أزمة الكهرباء والخدمات.
المحافظ: تواصلنا مع المحتجين والأوضاع الاقتصادية صعبة
وفي حديث خاص لـ”سبوتنيك“، أوضح محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، أن السلطة المحلية بادرت بالتواصل مع المتظاهرين الغاضبين من نقص الخدمات، وقال:
“تم التواصل مع المتظاهرين وشرحنا لهم الظروف الحالية وتفهموا الموقف، وانتهت التظاهرات في المحافظة التي تقع أقصى شرق اليمن على الحدود مع سلطنة عمان”.
وأكد المحافظ على صعوبة الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها المباشر على المجتمع، قائلاً:
“الظروف المعيشية صعبة جداً، وهناك استغلال لهذه الظروف من قبل بعض الميليشيات والمكونات السياسية”.
وعن التدخلات الأمنية في الأحداث الأخيرة، شدد بن ماضي على أن “تنظيم القاعدة والحوثي -جماعة أنصار الله- لهم تدخلاتهم ليس في حضرموت فقط بل في جميع محافظات اليمن، وسنقف لهم بالمرصاد”.
ودعا المحافظ إلى التهدئة والحفاظ على الممتلكات قائلاً:
“نؤكد على ضرورة التهدئة حتى لا تتضرر المنشآت والمنجزات التي تحققت ولا تتأثر مصالح المواطنين والقطاع الخاص”.
وحول الدعم الخارجي، أوضح أن “الأشقاء في تحالف دعم الشرعية ودولة الإمارات لا يألون جهداً في مساعدتنا لتخفيف وطأة الظروف الاقتصادية”.
التميمي: حضرموت في قلب الصراع وموقعها الاستراتيجي محط تنافس إقليمي ودولي
من جانبه، قال المحلل السياسي وليد التميمي في تصريح لـ”سبوتنيك”:
“أهمية حضرموت تعززت مع تصاعد الأزمة وانعدام أفق الحل، فهي ترتبط جغرافياً بالمهرة وشبوة ومأرب، وتمتلك منفذاً حدودياً مع السعودية، فضلاً عن إطلالتها على بحر العرب عبر عدة موانئ وثرواتها النفطية والمعدنية، وهو ما جعلها ساحة تنافس لمختلف القوى السياسية والإقليمية والدولية”.
وأضاف: “كان من الطبيعي أن تتحول مدن حضرموت إلى حلبة صراع مفتوح، تأججت بالتظاهرات الشعبية مع انهيار الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، وتفاقم الخلاف بين السلطة المحلية وحلف القبائل بعد افتتاحه معسكرات تجنيد يراها المعارضون غير شرعية، بينما يدعي مؤيدوها أنها لرفد قوات النخبة الحضرمية”.
وحذر التميمي من استدعاء تدخل خارجي في الأزمة قائلاً:
“لا حل لأزمة حضرموت إلا من داخلها، وأي تدخل خارجي ليس في مصلحة أحد، بل يخدم القوى المتربصة بالمحافظة والشرعية على حد سواء”.
وعلّق التميمي على بيان تنظيم القاعدة الداعي للتظاهر ضد السلطة المحلية، قائلاً:
“من الواضح أن التنظيم ما زال يحلم بالعودة إلى مدن الساحل وتكرار سيناريو سيطرته بين 2015 و2016، لكن قوته لم تعد كما كانت، وحضرموت اليوم ليست أضعف من قبل. ومع ذلك قد يحاول تنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة الأمن وإيجاد بؤر لحراك خلاياه النائمة”.
وأكد أن “حضرموت ستظل النموذج الأمني والعسكري الأبرز في مكافحة الإرهاب بفضل الدعم الإماراتي منذ تأسيس قوات النخبة، التي ساهمت في فرض الاستقرار باعتباره أساس التنمية، وهو ما تحاول بعض القوى إرباكه لجر المحافظة إلى صراع داخلي يخدم أجندات خارجية”.