
بقلم:محمود عادل الحوشبي*
قبل أن يزاول مهامه فعليًا على الأرض، كان فادي باعوم قد استقبل عدة ملفات شائكة طرحها عليه بعض أبناء محافظة لحج، في خطوة أولى نحو تفكيك بؤر الفساد وفتح باب الإصلاح. لكن ما حدث مؤخرًا من إبعاده عن الإشراف على الملف يثير تساؤلات عميقة حول نفوذ الفاسدين في المحافظة وقدرتهم على فرض ضغوطهم لإجهاض أي محاولة إصلاحية جادة.
هذا القرار يكشف بوضوح مدى خشية المتورطين في الفساد من بقاء فادي باعوم على رأس الملف، بعدما لمسوا جديته، واطلعوا على خطواته الأولى في جمع الملفات وتقديمها للجهات المختصة، ومنها نيابة الأموال العامة.
إن إبعاد شخصية معروفة بنزاهتها، مثل فادي باعوم، عن ملف حساس كملف محافظة لحج، لا يمكن تفسيره إلا كاستجابة لضغوط شبكات الفساد المتغلغلة في المحافظة. وهو ما يزرع الشكوك في مصداقية أي قرارات إصلاحية قادمة، ويعمّق فجوة الثقة بين أبناء لحج والجهات المعنية بعد أن كانوا استبشروا خيرًا بوجوده.
إذا كانت هناك رغبة حقيقية في معالجة القضايا الشائكة ووقف الفساد، فإن المنطق يفرض إسناد المهام لمن أثبتوا حضورهم الميداني وإداريًا، وأظهروا استعدادًا لمواجهة المفسدين بلا خوف ولا تردد.
إن أبناء لحج لا يطالبون بالمستحيل، بل يطالبون فقط بقرارات تصب في خدمة المصلحة العامة، لا أن تُصاغ تحت إملاءات الفاسدين. وإبعاد فادي باعوم عن الملف لا يخدم سوى هؤلاء، ويجعل مصداقية الإصلاحات على المحك.
*رئيس المجلس الشبابي م/المسيمير