الرجل العشوائي

بقلم: الشيخ حكيم الحسني
يمثل السلوك العشوائي في أي وطن الخطر الأكبر لبناء أي دولة فيها يسود القانون والنظام.
وها نحن اليوم يظهر علينا صنف من الرجال يدّعي أنه سيبني وطنا آمنا مستقرا يقوم على القانون والعدالة، ويدّعي أنه يرفض دولة الفوضى والسلالية القادم من صنعاء، وحتى لا نذهب بعيدا فإن كلامي ليس منصبا على جهة محددة سواء كان في الشرعية أو الإنتقالي بل يتوجه إلى سلوك مشين ونوع من الرجال يتواجدون بين الفئتين وغيرها من الفئات الموجودة في الساحة.
إنه الرجل العشوائي الذي يظهر علينا اليوم في كل ركن في عدن، في المتنافسات والأزقة وفي قلب عدن الحضارية وفي شوارعها الرئيسية.
الرجل العشوائي شخصية مجنونة معتوهة يكذب في وطنيته وليس له هدف لبناء وطن،لايحرص على سمعته ولا على مستقبل بلده،بل يتخذ الشعارات الوطنية سلّم يصل بها إلى نزواته وإشباع شهواته.
اليوم نجد الرجل العشوائي يسابق الزمن في ترتيب وضعه وتحسين معيشته وأبناءه وعشيرته على حساب بناء وطن المستقبل الذي سيسع الجميع.
نجده في مؤسسات الشرعية وفي القيادات الأمنية،وفي قيادات المقاومة،و قيادات المجلس الإنتقالي وفي الأحزاب السياسية الوهمية مع الإستثناء للشرفاء من الكل.
الرجل العشوائي نجده اليوم بفعله وممارساته ببسطه على الأراضي مستغلا هشاشة الأجهزة الأمنية أو بنهبه للمال العام من خلال نهب مشاريع المحافظةأوحتى بصمته فلا ينكر هذه الفوضى المنظمة والمنسقة والمنسجمة لكل نواحي الحياة في عدن.
ومن هنا نرفع أصواتنا أمام هذا الإنحلال الأخلاقي والسلوك العشوائي لإيجاد نماذج سيئة شوهت الإستحقاق السياسي للجنوب وتريد أن تحاصرنا في استحقاق الجشع للأراضي المنهوبة.
لا وألف لا ، للرجل العشوائي ليكون نموذجا لمن يطلب الحرية والعدالة والتنمية والأمن والأمان.
لا وألف لا، ليكون الرجل العشوائي يسيح بأطقمه ليبحث عن المتنفسات والمصالح العامة ويسمي ذلك نضالا أو استحقاقا لدماء الشهداء.
انبذوهم من مؤسسات الشرعية وكفى نخرا لهذا الكيان المتهالك فقد أفقروا المواطن وأفسدوا حياة الناس البسطاء.
انبذوهم من أي محافظة كانوا ولا يدافع عنهم أحد فإن المدافع والمبرر والمعتذر لهم شريك في هذا العار.
انبذوهم من كل القطاعات الأمنية والعسكرية.
انبذوهم من المكونات الثورية والسياسية إن كان قادة هذه المكونات يحملون مشروعا حضاريا تنمويا عادلا فإنه لا يمكن أن يجتمع الشيء ونقيضه.
وأخيرا أخيرا نقول/
أيها العشوائيون:
إن هذه الفوضى التي صنعتموها ليست استحقاقا سياسيا طالما سعينا له ولامكافأة أخذتموها وإنما هي فوضى متعمدة أعدها أعدائنا وأنتم تنفذونها بجشعكم ورعونتكم فأنتم تكملون الخطة فقط وتعاقبون عدن لأنها قاومت مشروع الفوضى والنهب والسلب خلال العشرين سنة الماضية.
وإلى كل الشرفاء:
كافحوهم ولا تنظروا لانتماء من يقف معكم في هذا الكفاح فإن
معركتنا مع الفوضى ليس لها توجه سياسي.
ارفعوا أصواتكم وأقلامكم وافضحوهم في كل محفل لأن عدن لا بواكي لها.
حكيم الحسني
22/7/2019