بن سدة: خطورة البيان الأممي الأخير في تناقضاته

خاص – حضرموت نيوز
اكد المحلل السياسي والباحث اوسان بن سدة أن البيان الصحفي وليس الرئاسي لمجلس الأمن الصادر أمس، ورغم لغته التقليدية التي تعيد تدوير ثلاث معزوفات أممية معروفة وهي دعم المبعوث الأممي والمسار السياسي، التحذير من التصعيد، والتمسك اللفظي بوحدة اليمن ومجلس القيادة الرئاسي، إلا أن دلالاته الأهم تكمن فيما بين السطور لا في نصّه المباشر.
وقال: البيان تجنّب إدانة الحوثيين كسلطة أمر واقع مهدِّدة للأمن الإقليمي، رغم إقراره بخطورة سلوكهم في الاحتجاز والتهديد وتعطيل العمل الإنساني. كما ركّز بشكل غير مباشر على الملاحة والبعد الإنساني، بما يعكس أن القلق الدولي الحقيقي بات مرتبطًا بالبحر والسواحل والمنافذ، لا بالجغرافيا الداخلية.
واضاف: يستمر التناقض الأممي واضحًا في إدانة السلوك الحوثي مع الإصرار على الإطار السياسي ذاته الذي مكّن الجماعة من التمدد والسيطرة. وفي السياق نفسه، لم يُدِن البيان التحركات الجنوبية، مكتفيًا بوصفها بـ«التطورات الأخيرة».
وختم: بهذا المعنى، يبقى البيان اعتياديًا في مضمونه، توصيفيًا أكثر منه توجيهيًا، ولا يمكن البناء عليه لتعزيز أو إضعاف أي موقف سياسي بعينه، بقدر ما يعكس حدود المقاربة الدولية الحالية وعجزها عن مواكبة التحولات الفعلية على الأرض.



