أهم الاخبارلا تقرأ هدا الخبر

رشاد العليمي.. الفرار الأخير

 خاص – حضرموت نيوز

في مشهد سياسي فاصل ومفصلي، شكّل فرار رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وعدد من الوزراء من العاصمة المؤقتة عدن، سقوطًا مدوّيًا لما تبقّى من شرعيتهم السياسية، بعد أن تخلّوا عن واجباتهم الوطنية والدستورية، وتركوا مؤسسات الدولة في لحظة بالغة الحساسية من معركة استعادة الشمال من قبضة مليشيا الحوثيون.

هذا الفرار، الذي وُصف شعبيًا بالخيانة، أسقط عنهم ما تبقّى من قبول أو مشروعية، خصوصًا بعد أن بات واضحًا للرأي العام أن هدفهم لم يكن سوى تعطيل الدولة وشلّ مؤسساتها وإغراق البلاد في الفوضى.

وبحسب مصادر حكومية مطلعة، فإن فرار العليمي، لم يكن خطوة ارتجالية أو عشوائية، بل تحرّكًا مدروسًا يهدف إلى إغراق الدولة في فراغ إداري شامل وإفشال مسار الإصلاحات الاقتصادية، حيث سعى إلى تحريض محافظ البنك المركزي على تعطيل صرف المرتبات ووقف الخدمات الأساسية، في محاولة لخلق أزمة خانقة داخل العاصمة عدن، وزعزعة الاستقرار المعيشي والخدمي. غير أن هذا المخطط قوبل بإحباط مباشر، عقب تدخّل السفير الأمريكي من خلال عقد اجتماع عاجل مع محافظ البنك المركزي، شدد فيه على ضرورة تحييد البنك عن الصراعات والتجاذبات السياسية، وضمان استمراره في أداء مهامه المالية والخدمية.

ولم تتوقف تحركات العليمي، عند هذا الحد، إذ أقدم على محاولة استدعاء الوزراء والمسؤولين لمغادرة عدن، في مسعى يائس للضغط على رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بهدف دفعه للتراجع عن الإنجازات الميدانية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، وفي مقدمتها تأمين محافظتي المهرة وحضرموت، وقطع شرايين الإمداد التي تعتمد عليها مليشيا الحوثي.

غير أن هذه الرهانات سرعان ما سقطت، بعدما أثبت، الزُبيدي قدرته على الإمساك بزمام الدولة وإدارة المرحلة بحكمة ومسؤولية، من خلال إعادة تشغيل مؤسسات الدولة من داخل العاصمة عدن، وحشد غالبية الوزراء والمسؤولين إلى جانبه، الأمر الذي أعاد للحكومة توازنها، وللشارع الجنوبي ثقته، في صفعة سياسية موجعة للعليمي ومن يقف خلفه من قوى وجماعات، وعلى رأسها جماعة الإخوان.

وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس المجلس الانتقالي، الزُبيدي، قاد تحركات ميدانية واسعة، شملت زيارات مفاجئة لعدد من المؤسسات والمرافق الحكومية، للإطلاع المباشر على سير العمل، ومعالجة أوجه القصور، وإعادة ضبط الأداء الإداري بما يضمن استمرارية الخدمات وتحمل المسؤولية الوطنية. كما أشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يُصدر الزُبيدي، خلال الأيام القليلة القادمة قرارات حاسمة بتعيين بدلاء للوزراء والمسؤولين الفارين، استنادًا إلى شرعية الأرض، والتفويض الشعبي الواسع الذي يحظى به في الجنوب.

وبذلك، يكون، الزُبيدي، قد نجح في تحويل محاولة الانقلاب الإداري وتعطيل مؤسسات الدولة إلى لحظة انتصار وطني فارقة، أعاد خلالها مؤسسات الدولة إلى مسارها الصحيح، وأسّس لمرحلة جديدة عنوانها الحضور الفاعل، وتحمل المسؤولية الوطنية، ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني، بثبات وإرادة سياسية تستند إلى دعم شعبي واسع على أرض الواقع.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic